التاسعة: قالت إن الحسن قد
مات، و صح موته، و قد اختلف الناس هذه الاختلافات و لا ندري كيف هو؟ و لا نشك أنه
قد ولد له ابن، و لا ندري قبل موته أو بعد موته؟ إلا أن نعلم يقينا أن الأرض لا
تخلو من حجة، و هو الخلف الغائب، فنحن نتولاه و نتمسك به باسمه حتى يظهر بصورته.
العاشرة: قالت نعلم أن
الحسن قد مات، و لا بد للناس من إمام، فلا تخلو الأرض من حجة، و لا ندري: من ولده؟
أم من ولد غيره؟.
الحادية عشرة: فرقة توقفت
في هذا التخابط و قالت: لا ندري على القطع حقيقة الحال، لكنا نقطع في الرضا و نقول
بإمامته، و في كل موضع اختلفت الشيعة فيه، فنحن من الواقفة في ذلك إلى أن يظهر
اللّه الحجة، و يظهر بصورته، فلا يشك في إمامته من أبصره، و لا يحتاج إلى معجزة و
كرامة و بينة، بل معجزته اتباع الناس بأسرهم إياه من غير منازعة و لا مدافعة.
فهذه جملة الفرق الإحدى
عشرة قطعوا على كل واحد واحدا، ثم قطعوا على الكل بأسرهم.
و من العجب أنهم قالوا:
الغيبة قد امتدت مائتين و نيفا و خمسين سنة، و صاحبنا قال: إن خرج القائم و قد طعن
في الأربعين فليس بصاحبكم، و لسنا ندري كيف تنقضي مائتان و نيف و خمسون سنة في
أربعين سنة؟ و إذا سئل القوم عن مدة الغيبة كيف تتصور؟ قالوا: أ ليس الخضر و إلياس
عليهما السلام يعيشان في الدنيا من آلاف سنين، لا يحتاجان إلى طعام و شراب؟ فلم لا
يجوز ذلك في واحد من آل البيت؟ قيل لهم: و مع اختلافكم هذا كيف يصح لكم دعوى
الغيبة؟ ثم الخضر عليه السلام ليس مكلفا بضمان جماعة، و الإمام عندكم ضامن، مكلف
بالهداية و العدل، و الجماعة مكلفون بالاقتداء به و الاستنان بسنته، و من لا يرى
كيف يقتدى به؟.
فلهذا صارت الإمامية
متمسكين بالعدلية في الأصول، و بالمشبهة في الصفات، متحيرين تائهين.