جعفر بن محمد بأنه يقتل
كما قتل أبوه، و يصلب كما صلب أبوه، فجرى عليه الأمر كما أخبر.
و قد فوض الأمر بعده إلى
محمد و إبراهيم الإمامين، و خرجا بالمدينة، و مضى إبراهيم إلى البصرة، و اجتمع
عليهما، و قتلا أيضا. و أخبرهم الصادق بجميع ما تم عليهم، و عرفهم أن آباءه رضي
اللّه عنهم أخبروه بذلك كله، و أن بني أمية يتطاولون على الناس، حتى لو طاولتهم
الجبال لطالوا عليها و هم يستشعرون بغض أهل البيت و لا يجوز أن يخرج واحد من أهل
البيت حتى يأذن اللّه تعالى بزوال ملكهم. و كان يشير إلى أبي العباس[1]، و إلى أبي جعفر ابني محمد بن علي بن
عبد اللّه بن العباس. و قال: إنا لا نخوض في الأمر حتى يتلاعب به هذا و أولاده، و
أشار إلى المنصور.
فزيد بن علي قتل بكناسة[2] الكوفة، قتله هشام[3] بن عبد الملك.
و يحيى بن زيد قتل
بجوزجان[4] خراسان، قتله أميرها. و محمد الإمام
قتل بالمدينة، قتله عيسى[5] بن ماهان و إبراهيم الإمام قتل بالبصرة، أمر بقتلهما
[1] أبو العباس السفّاح
عبد اللّه بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس أول خلفاء بني العباس.
[2] الكناسة: محلة
بالكوفة عندها واقع يوسف بن عمر الثقفي زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و
فيها يقول الشاعر:
يا أيها الراكب الغادي لطيته
يؤم بالقوم أهل البلدة الحرم
أبلغ قبائل عمرو إن أتيتهم
أو كنت من دارهم يوما على أمم
أنّا وجدنا قفيرا في بلادكم
أهل الكناسة أهل اللؤم و العدم
أرض تغيّر أحساب الرجال بها
كما رسمت بياض الرّيط بالحمم
(راجع معجم البلدان 4:
481).
[3] من ملوك الدولة
الأموية في الشام. بويع بالخلافة بعد وفاة أخيه يزيد سنة 105 ه. و توفي سنة 125 ه/
743 م.
[4] جوزجان: اسم كورة
واسعة من كور بلخ بخراسان، و هي بين مروالروذ و بلخ، من مدنها الأنبار.
(راجع معجم البلدان 2:
182).
[5] قال ابن الأثير (ص
5: 118): «الذي أرسله المنصور إلى محمد بن عبد اللّه، هو ابن أخيه عيسى بن موسى،
فسار إلى المدينة لقتال محمد، فأرسل إليه يخبره أن المنصور قد أمنه و أهله، فأعاد
الجواب:-