و من القائلين بمقالة أبي
ثوبان هذا: أبو مروان غيلان[1] بن مروان الدمشقي، و أبو شمر[2]، و مويس[3]
بن عمران، و الفضل الرقاشي، و محمد[4] بن شبيب، و العتابي، و صالح قبة[5].
و كان غيلان يقدر بالقدر
خيره و شره من العبد، و في الإمامة أنها تصلح في غير قريش، و كل من كان قائما
بالكتاب و السنة كان مستحقا لها، أو أنها لا تثبت إلا بإجماع الأمة. و العجب أن
الأمة أجمعت على أنها لا تصلح لغير قريش. و بهذا دفعت الأنصار عن قولهم: منا أمير
و منكم أمير. فقد جمع غيلان خصالا ثلاثا:
القدر، و الإرجاء، و
الخروج.
و الجماعة التي عددناهم
اتفقوا على أن اللّه تعالى لو عفا عن عاص في القيامة، عفا عن كل مؤمن عاص هو في
مثل حاله. و إن أخرج من النار واحدا، أخرج من هو في مثل حاله. و من العجب أنهم لم
يجزموا القول بأن المؤمنين من أهل التوحيد يخرجون من النار لا محالة.
و يحكى عن مقاتل بن سليمان:
أن المعصية لا تضر صاحب التوحيد و الإيمان. و أنه لا يدخل النار مؤمن. و الصحيح من
النقل عنه: أن المؤمن العاصي ربه يعذب يوم القيامة على الصراط و هو على متن جهنم،
يصيبه لفح النار و حرها
[2] قال عبد القاهر
البغدادي ص 206: «قال أبو شمر: الإيمان هو المعرفة و الإقرار باللّه تعالى، و بما
جاء من عنده مما اجتمعت عليه الأمّة كالصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و تحريم
الميتة و الدم و لحم الخنزير و وطء المحارم و نحو ذلك و ما عرف بالعقل من عدل
الإيمان و توحيده و نفي التشبيه». و أبو شمر جمع بين الإرجاء و القدر من أصحاب
النظام، و هو رأس الشمرية.
[4] محمد بن شبيب
الدمشقي، و هو غير محمد بن شبيب الزهراني البصري الذي روى عن الشعبي و الحسن فإنه
محدث ثقة. أما الدمشقي فهو من أصحاب النظام و ممن جمع بين الإرجاء و القدر. (راجع
تهذيب التهذيب 9: 218).
[5] صالح قبة: يظهر أنه
صالح بن محمد الترمذي و كان مرجئا جهميا. (راجع الميزان 1: 459).