(أ) الأخنسية[1]: أصحاب أخنس[2] بن قيس، من جملة الثعالبة، و انفرد عنهم بأن قال: أتوقف في جميع من
كان في دار التقية من أهل القبلة؛ إلا من عرف منه إيمان فأتولاه عليه، أو كفر فأتبرأ
منه، و حرموا الاغتيال و القتل، و السرقة في السر، و لا يبدأ أحد من أهل القبلة
بالقتال حتى يدعى إلى الدين، فإن امتنع قوتل؛ سوى من عرفوه بعينه على خلاف قولهم،
و قيل إنهم جوزوا تزويج المسلمات من مشركي قومهم أصحاب الكبائر، و هم على أصول
الخوارج في سائر المسائل.
(ب) المعبديّة[3]: أصحاب معبد بن عبد الرحمن، كان من
جملة الثعالبة خالف الأخنس في الخطأ الذي وقع له في تزويج المسلمات من مشرك، و
خالف ثعلبة فيما حكم من أخذ الزكاة من عبيدهم، و قال: إني لأبرأ منه بذلك، و لا
أدع اجتهادي في خلافه، و جوزوا أن تصير سهام الصدقة سهما واحدا في حال التقية.
(ج) الرّشيديّة[4]: أصحاب رشيد الطوسي، و يقال لهم
العشرية، و أصلهم أن الثعالبة كانوا يوجبون فيما سقى بالأنهار و القنى نصف العشر،
فأخبرهم زياد[5] بن عبد الرحمن أن فيه العشر، و لا
تجوز البراءة ممن قال فيه نصف العشر
[1] راجع في شأن هذه
الفرقة. (الفرق بين الفرق ص 101 و التبصير ص 33).
[2] في الفرق بين
الفرق: سمّاه عبد القاهر «الأخنس» و لم يزد. و قال: كان في بدء أمره على قول
الثعالبة في موالاة الأطفال، ثم خنس من بينهم، أي تنحّى و استخفى.
[3] راجع في شأن هذه
الفرقة. (التبصير ص 33 و الفرق بين الفرق ص 101) حيث قال: «و الفرقة الثانية منهم
معبدية قالت بإمامة رجل منهم بعد ثعلبة اسمه معبد خالف جمهور الثعالبة في أخذ
الزكاة من العبيد و إعطائهم منها ...».
[4] في مقالات
الإسلاميين أنها تسمى «العشرية» أيضا. و في الفرق بين الفرق ص 102: «و الفرقة
الخامسة من الثعالبة يقال لها «رشيدية» نسبوا إلى رجل اسمه رشيد، و انفردوا بأن
قالوا: فيما سقي بالعيون و الأنهار الجارية نصف العشر، و إنما يجب العشر الكامل
فيما سقته السماء. و خالفهم زياد بن عبد الرحمن فأوجب فيما سقي بالعيون و الأنهار
الجارية العشر الكامل».
[5] هو رأس الزيادية و
قد أكفر أصحابه شيبان بن سلمة الخارجي في قوله بتشبيه اللّه سبحانه لخلقه.