ثم إن العجاردة افترقوا
أصنافا، و لكل صنف مذهب على حياله، إلا أنهم لما كانوا من جملة العجاردة أو
رددناهم على حكم التفصيل بالجدول و الضلع و هم:
(أ) الصلتية[1]: أصحاب عثمان بن أبي الصلت، أو الصلت
بن أبي الصلت. تفرد عن العجاردة بأن الرجل إذا أسلم توليناه و تبرأنا من أطفاله
حتى يدركوا فيقبلوا الإسلام.
و يحكى عن جماعة منهم أنهم
قالوا: ليس لأطفال المشركين و المسلمين ولاية و لا عداوة حتى يبلغوا فيدعوا إلى
الإسلام فيقروا، أو ينكروا.
(ب) الميمونية: أصحاب
ميمون بن خالد. كان من جملة العجاردة إلا أنه تفرد عنهم بإثبات القدر خيره و شره
من العبد. و إثبات الفعل للعبد خلقا و إبداعا، و إثبات الاستطاعة قبل الفعل، و
القول بأن اللّه تعالى يريد الخير دون الشر، و ليس له مشيئة في معاصي العباد. و
ذكر الحسين الكرابيسي[2]
في كتابه الذي حكى فيه مقالات الخوارج: أن الميمونية يجيزون نكاح بنات البنات، و
بنات أولاد الإخوة و الأخوات، و قالوا: إن اللّه تعالى حرم نكاح البنات، و بنات
الإخوة و الأخوات، و لم يحرم نكاح البنات، و بنات الإخوة و الأخوات، و لم يحرم
نكاح أولاد هؤلاء.
و حكى الكعبي و الأشعري عن
الميمونية إنكارها كون سورة يوسف من القرآن، و قالوا بوجوب قتال السلطان، و حدّه،
و من رضي بحكمه، فأما من أنكره فلا يجوز قتاله إلا إذا أعان عليه، أو طعن في دين
الخوارج، أو صار دليلا للسلطان، و أطفال المشركين عندهم في الجنة.
[1] في التبصير و الفرق
بين الفرق أنهم أتباع صلت بن عثمان و في الاعتقادات و التعريفات و المقريزي أنهم
أتباع عثمان بن أبي الصلت. و هم كالعجاردة. و عندهم أن من دخل في مذهبهم فهو مسلم.
[2] كان من المجبرة،
عارفا بالحديث و الفقه و له تصانيف منها كتاب المدلسين في الحديث، و كتاب الإمامة،
و كتابه في القضاء يدل على سعة علمه و تبحره، و يقال إنه من جملة مشايخ البخاري
توفي سنة 256 ه.
(راجع لسان الميزان ص
303 و فهرست ابن النديم ص 256).