قالوا: فنحن لا نزيد من
أنفسنا شيئا، و لا نتدارك بعقولنا أمرا لم يتعرض له السلف قالوا: ما بين الدفتين
كلام اللّه، قلنا: هو كذلك، و استشهدوا عليه بقوله تعالى:
وَ إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ
كَلامَ اللَّهِ[2] و من المعلوم أنه ما سمع إلا هذا الذي
نقرؤه. و قال تعالى: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي
كِتابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ* تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ
الْعالَمِينَ[3] و قال:
فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ* بِأَيْدِي سَفَرَةٍ* كِرامٍ
بَرَرَةٍ[4] و قال:
إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ[5] و قال: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ
فِيهِ الْقُرْآنُ[6] إلى غير ذلك من الآيات.
و من المشبهة من مال إلى
مذهب الحلولية، و قال: يجوز أن يظهر الباري تعالى بصورة شخص، كما كان جبريل عليه
السلام ينزل في صورة أعرابي و قد تمثل لمريم بشرا سويا و عليه حمل قول النبي عليه
الصلاة و السلام: «رأيت ربّي في أحسن صورة». و في التوراة عن موسى عليه السلام:
شافهت اللّه تعالى فقال لي كذا.
و الغلاة من الشيعة مذهبهم
الحلول.
ثم الحلول قد يكون بجزء، و
قد يكون بكل؛ على ما سيأتي في تفصيل مذاهبهم إن شاء اللّه تعالى.