نام کتاب : الأسماء و الصفات نویسنده : البيهقي، أبو بكر جلد : 1 صفحه : 652
باب ما جاء في الملال
حدثنا الإمام أبو الطيب
سهل بن محمد بن سليمان في آخرين قالوا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف اوصم
أنا محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم أنا أنس بن عياض نا هشام بن عروة عن أبيه أن
عائشة رضي اللّه عنها كانت عندها امرأة من بني أسد فدخل النبي صلى اللّه عليه و
سلم فقال من هذه؟ فقالت فلانة لا تنام الليل قالت فذكرت من صلاتها، فقال النبي صلى
اللّه عليه و سلم: «عليكم بما تطيقون، فو اللّه لا يمل اللّه حتى تملوا، و قالت:
كان أحب الدين إليه الذي يدوم عليه صاحبه» أخرجاه في الصحيح من حديث هشام بن عروة.
قال أبو سليمان الخطابي
رحمه اللّه: الملال لا يجوز على اللّه سبحانه بحال، و لا يدخل في صفاته بوجه، و
إنما معناه أنه لا يترك الثواب و الجزاء على العمل ما لم تتركوه، و ذلك أن من ملّ
شيئا تركه، فكنّى عن الترك بالملال الذي هو سبب الترك، و قد قيل معناه أنه لا يمل
إذا مللتم، كقول الشنفري:
صليت مني هذيل بخرق
لا يمل الشر حتى يملوا
(أي لا يمله إذا ملوه) و
لو كان المعنى إذا ملوا مل، لم يكن له عليهم في ذلك مزية و فضل، و فيه وجه آخر أن
يكون المعنى إن اللّه عز و جلّ لا يتناهى حقه عليكم في الطاعة حتى يتناهى جهدكم
قبل ذلك، فلا تكفلوا ما لا تطيقونه من العمل، كنى بالملال عنه لأن من تناهت قوته
في أمر و عجز عن فعله مله و تركه، و أرادت بالدين الطاعة.
نام کتاب : الأسماء و الصفات نویسنده : البيهقي، أبو بكر جلد : 1 صفحه : 652