نام کتاب : استقصاء النظر في القضاء و القدر نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 41
ذنب للظّالم في ظلمه إذا
كان من فعله تعالى، و كيف يحسن منه لعنته و أمر العباد بها؟
الثّالث عشر:
إنّه يلزم من مذهب
الأشاعرة هنا عدم التديّن بشيء من الشّرائع و الأديان، لا بدين الإسلام، و لا
بغيره من شرائع الأنبياء السّالفين[1] لأنّ مبنى الأديان على صدق الأنبياء عليهم السّلام و إنّما يتمّ صدق
النّبي بمقدّمتين لا يذهب إليهما الأشاعرة: إحداهما أنّ اللّه تعالى فعل المعجز
على يد مدّعي الرّسالة لأجل تصديقه و لغرض صحّة دعواه؛ و الثّانية أنّ من صدّقه
اللّه تعالى فهو صادق.
أمّا المقدّمة الاولى:
فاستعمل فيه قياس الغائب على الشّاهد، و قالوا: لو أنّ شخصا ادّعى أنّه رسول
السّلطان إلى رعيّته، ثمّ قال: أيّها السّلطان إن كنت رسولك حقّا فانزع خاتمك من
إصبعك، فنزع السّلطان خاتمه من إصبعه و كرّر ذلك مرارا، فإنّ الحاضرين إن علموا
أنّ السّلطان نزع خاتمه لغرض تصديقه حكموا بأنّه قد أرسله إلى الرّعيّة، و إن
علموا أنّه نزعه للرّاحة أو للعبث أو لأمر آخر أو لا لغرض فإنّه لا يحكمون بأنّه
قد صدّقه، و كذلك النّبي إذا ظهر و ادّعى الرّسالة، و خلق اللّه المعجز على يده،
إن علم النّاس أنّه تعالى لم يفعل ذلك لغرض تصديقه لم يحكموا بصدقه، و إلّا حكموا
بصدقه، و الأشاعرة منعوا هذه المقدّمة و قالوا إنّ اللّه تعالى لا يجوز أن يفعل
شيئا من الأفعال لغرض البتّة، فكيف يتحقّق حينئذ العلم بصدق مدّعي الرّسالة؟
أمّا المقدّمة الثانية:
فإنّ المعتزلة التجئوا فيها إلى حكم العقل من قبح