«أمابعد فعلموا أولادكم السباحة و الفروسية و رووهم ما سار من المثل، و
حسن من الشعر».
و كان ابن التوأم يقول: «منتمام ما يجب على
الآباء من حفظ الأبناء أن يعلموهم الكتابة و الحساب و السباحة».
و لما أنشئت الكتاتيب أصبح القرآن الكريم نقطة الارتكاز في هذه
الدراسة، فيوصي الغزالي بأن «يتعلمالطفل في المكتب القرآن الكريم، و أحاديث الأخبار و حكايات الأبرار
و أحوالهم، ثم بعض الأحكام الدينية و الشعر».
و يضيف ابن مسكويه «مباديالحساب. و قليلا من قواعد اللغة العربية».
أما الجاحظ فيضع منهجا مفصلا هاك بعضه:
«ولا تشغل قلب الصبي بالنحو إلا بقدر ما يؤديه إلى السلامة من فاحش
اللحن، و من مقدار جهل العوام في كتاب إن كتبه، أو شعر إن أنشده، و شيء إن وصفه،
و ما زاد على ذلك فهو مشغل عما هو أولى به. كرواية الخبر الصادق، و المثل الشاهد،
و المعنى البارع و يعرف بعض الحساب دون الهندسة و المساحة، و يعلم كتابة الإنشاء
بلفظ سهل و عبارة حلوة».
و يعقد ابن خلدون في مقدمته فصلا عنوانه: تعليم الولدان و اختلاف
مذاهب الأمصار الإسلامية في طرقه، قال فيه:
«تعليمالولدان القرآن شعار من شعائر الدين أخذ به أهل الملة، و درجوا
عليه في جميع أمصارهم لما يسبق إلى القلوب من رسوخ الإيمان و عقائده بسبب آيات
القرآن و متون الأحاديث، و صار القرآن أصل التعليم الذي ينبني عليه ما يحصل بعد من
الملكات و اختلفت طرقهم في تعليم القرآن للولدان، فأما أهل الغرب فمذهبهم في
الولدان الاقتصار على تعليم القرآن فقط مع العناية برسمه و اختلاف جملة القرآن فيه
و لا يخلطون ذلك بسواه في مجالس تعليمهم لا من حديث، و لا من فقه، و لا من شعر، و
لا من كلام العرب».
و أما أهل الأندلس فمذهبهم تعليم القرآن و الكتاب من حيث هو، و هذا