(قال:المبحث السادس: العقل بحكم الاحتياج[1]بمجرد ملاحظة كون الذات[2]غير
مقتضية للوجود و العدم[3]، فيكون المحوج هو الإمكان.
الحدوث مستقلا[4]أو
شرطا أو شطرا[5]كيف. و الحدوث صفة للوجود المتأخر عن التأثر المتأخر عن الاحتياج؟
و كثير من المتكلمين عكسوا الدعوى، و الدليل[6]و الابطال. فقالوا: العقل يحكم بالاحتياج بمجرد ملاحظة أن الشيء لم
يكن فكان، فيكون المحوج هو الحدوث لا الإمكان[7]، كيف[8]و هو كيفية نسبة الماهية إلى الوجود المتأخر عن الاحتياج.
الجواب:بأنا لا نعني أن الإمكان يتحقق فيوجب احتياجا، بل إن العقل يلاحظ
الإمكان فيحكم بالاحتياج[9]، كما يقال علة الاحتياج إلى
الخير هو
[2]أي ذات الشيء المحكوم عليها
بالاحتياج غير مقتضيه للوجود.
[3]و ذلك بأن يدرك بأن تلك الذات
الملحوظة تقبل كلا منهما بدلا عن الآخر كون الشيء لا يقتضي الوجود لذاته و لا
العدم لذاته بل يقبل كلا منهما معنى الامكان.
[4]بمعنى أن موجب الحاجة ليس هو الحدوث
مستقلا كما قيل إن مجرد إدراك أن الشيء ربما حدث يوجب إدراك أنه لا بد من محدث.