«أناخاتم النبيين في أم الكتاب، و إن آدم لمنجدل في طينته» أي ملقى على
الجدالة و هي الأرض[1].
الجدل اصطلاحا:
حقيقة الجدل: هو المفاوضة على سبيل المنازعة و المغالبة لإلزام
الخصم.
قال الجرجاني: «الجدلعبارة عن مراد يتعلق بإظهار المذاهب و تقريرها»[2].
و قال أبو البقاء في كتاب (الكليات): «الجدل،هو عبارة عن دفع المرء
خصمه عن فساد قوله بحجة أو شبهة، و هو لا يكون إلا بمنازعة غيره»[3].
و يقول ابن سينا في تعريف الجدل:
«فغرضناالآن في هذا الفن تحصيل صناعة يمكننا بها أن نأتي بالحجر على كل ما
يوضع مطلوبا من مقدمات ذائعة، و أن نكون إذا أجبناه يؤخذ منا ما يناقض وضعنا»[4].
و يحسن أن نضع إلى جانب هذا التعريف لابن سينا تعريف أرسطو لنبين
الفرق بينهما.
يقول أرسطو في استهلال الطوبيقا: «إنقصدنا في هذا الكتاب أن
نستبين طريقا يتهيأ لنا به أن نعمل من مقدمات ذائعة قياسا في كل مسألة تقصي و أن
نكون- إذا أوجدنا جوابا- لم نأت فيه بشيء مضاد»[5].