أن إمكان الشيء لكونه ذاتيا يكون قبل وجوده، و لا بد له من محل.
السادس:الانقلاب ضرورة، إن الإمكان نسبة بين الممكن و وجوده، فلو وجد لتأخر
عنهما فيكون فيكون الممكن مثله واجبا أو ممتنعا و في أكثر الوجوه للجدال مجال).
كون الامتناع وصفا اعتباريا لا تحقق له في الأعيان[1]مما لا نزاع فيه، و لا حاجة إلى الاستدلال عليه[2]، و أما الوجوب و الإمكان
فقد استدل على كونهما اعتباريين بوجوه:
الأول:أنهما لو كانا موجودين لما صدقا على المعدوم، ضرورة امتناع قيام
الصفة الموجودة بالمعدوم، و اللازم باطل، لأن الممتنع واجب العدم، و المعدوم
الممكن ممكن الوجود و العدم، و مبناه على أن كلا من الوجوب و الإمكان مفهوم واحد،
يضاف تارة إلى الوجود، و أخرى إلى العدم و مع ذلك فقد اعترض بأن انتفاء بعض جزئيات
المفهوم لا ينافي كونه وجوديا يوجد منه بعض الجزئيات كسائر الكليات.
الثاني:لو كان الوجوب موجودا لزم إمكان الواجب، و هو محال بالضرورة بيان
اللزوم من وجهين:
أحدهما:أن الوجوب إذا[3]كان
وصفا قائما موجودا بالواجب، كان محتاجا إلى موصوفه ضرورة، و كل محتاج إلى الغير
فهو ممكن، و كل ممكن فهو جائز الزوال، نظرا إلى نفسه، و إن كان لازم الوجود نظرا
إلى غيره و زوال الوجوب عن الموجود يستلزم إمكانه ضرورة.
و ثانيهما:أن واجبية الواجب تكون للوجوب الممكن في نفسه، ضرورة احتياجه إلى
الموصوف، و ما يكون واجبيته لأمر ممكن، لا يكون لذاته بل ممكنا بطريق الأول، لأن
المحتاج إلى الواجب ممكن، فكيف إلى الممكن؟