في كون التعقل بحصول شيء في العقل و في اقتضائه الثبوت في الجملة.
فلا يتجه لهم بمجرد نفي الوجود الذهني. نفي التغاير بين الوجود و الماهية، في
التصور بأن يكون المفهوم من أحدهما غير المفهوم من الآخر، و نفي الاشتراك المعنوي،
بأن يعقل من الوجود معنى كلي مشترك بين الوجودات، كما لا ينبغي تغاير مفهوم الفرس
و مفهوم الإمكان لمفهوم الامتناع، و لاشتراك كل من ذلك بين الأفراد، بل غاية الأمر
ألا يقولوا الوجود أمر[1]زائد
في العقل، و المعنى الكلي المشترك ثابت فيه، بل يقولوا: زائد و مشترك عقلا، و في
التعقل بمعنى أن العقل يفهم من أحدهما غير ما يفهم من الآخر، و يدرك منه معنى كليا
يصدق على الكل، و لهذا اتفق الجمهور من القائلين بنفي الوجود الذهني على أن الوجود
مشترك معنى، و زائد (على الماهية. ذهنا بالمعنى الذي ذكرنا)[2].
الوجود زائد على الماهية ذهنا في الممكن
(قال:هذا في الممكن، و أما في الواجب فعندنا[3]له حقيقة يزيد عليها وجودها الخاص ذهنا، كما في الممكنات[4]و عند الفلاسفة[5]حقيقته
الوجود الخاص القائم بالذات، المخالف بالحقيقة لسائر الموجودات، المعبر عنه
بالوجود البحث. و الوجود بشرط لا إذ في الماهية مع الوجود شائبة التركيب، و
الاحتياج، و لا كذلك الوجود الخاص مع المطلق، فإنه كون خاص متحقق بنفسه قائم
بذاته، غني في التحقق عن المطلق و غيره.
[4]و على هذا ليس فيه ما يقتضي حدوث
الواجب تعالى لأن المشاركة في الأمور الاعتبارية لا تقتضي التساوي في القدم و الحدوث،
و كون الوجود زائدا ذهنا لا خارجا أمر اعتباري فلا يوجب التساوي في كل شيء.