ذلك، لا يقال العلم مختلف[1] باختلاف المعلوم أعني المسائل، و هي كما تختلف باختلاف الموضوع،
فكذا تختلف[2] باختلاف المحمول، فلم لم يجعل هذا وجه
التمايز بأن يكون البحث عن بعض من الأعراض الذاتية علما، و عن بعض آخر علما آخر مع
اتحاد الموضوع، على أن هذا أقرب بناء على كون الموضوع بمنزلة المادة و هي مأخذ
للجنس، و الأعراض الذاتية بمنزلة الصورة، و هي مأخذ للفصل الذي به كمال التميز:
لأنا نقول حينئذ: لا ينضبط أمر الاتحاد و الاختلاف و يكون كل علم علوما جمة ضرورة
اشتماله على أنواع جمة[3]
من الأعراض الذاتية مثلا يكون الحساب علوما متعددة بتعدد محمولات المسائل من الزوج
و الفرد و زوج الزوج، و زوج الفرد إلى غير ذلك، و كذا سائر العلوم، و الغلط إنما
نشأ من عدم التفرقة بين العلم بمعنى الصناعة أعني جميع المباحث المتعلقة بموضوع
ما. و بين العلم بمعنى حصول الصورة و لو أريد هذا لكان كل مسألة علما على حدة، و
أيضا مبنى الاتحاد، و الاختلاف، و ما يتبعه من التباين و التناسب، و التداخل يجب أن
يكون أمرا معينا بينا أو مبينا و ذلك هو الموضوع[4] إذ لا ضبط للأعراض الذاتية و لا حصر، بل لكان أحد أن يثبت ما
استطاع، و إنما يتبين بتحققها في العلم نفسه، و لهذا كانت حدودها في صدر العلم
حدودا اسمية، و ربما[5]
تصير بعد إثباتها حدودا حقيقية بخلاف حدود الموضوع و أجزائه، فإنها حقيقية، و أما
حديث المادة و الصورة فكاذب، لأن كلا من الموضوع[6]، و المحمول[7] جزء مادي من القضية، و إنما الصوري هو
[1] في (ب) يختلف.
[2] سقط من (ب) كلمة(تختلف).
[3] في (ب) جهة و هوتحريف.
[4] في (أ) الموضوع.
[5] في (أ) (ربما) بحذفالواو.
[6] الموضوع في المنطق:هو الذي يحكم عليه بأن شيئا آخر موجود له، أو ليس بموجود له.و الموضوع مقابلللمحمول. قال الخوارزمي: الموضوع هو الذي يسميه النحويون المبتدأ، و هو الذي يقتضيخبرا، و هو الموصوف. و المحمول: هو الذي يسمونه خبر المبتدأ و هو الصفة: (مفاتيح العلوم ص 86).
[7] المحمول: عندالمنطقيين هو المحكوم به في القضية الحملية دون الشرطية أما في الشرطية