فَضْلِكَ رَجَائِي، وَ اكْفِنِي شَرَّ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ مِنْ أَعْدَائِي، يَا سَرِيعَ الرِّضَا، اغْفِرْ لِمَنْ لَا يَمْلِكُ إِلَّا الدُّعَاءَ، فَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تَشَاءُ، يَا مَنِ اسْمُهُ دَوَاءٌ، وَ ذِكْرُهُ شِفَاءٌ، وَ طَاعَتُهُ غِنًى، ارْحَمْ مَنْ رَأْسُ مَالِهِ الرَّجَاءُ، وَ سِلَاحُهُ الْبُكَاءُ، يَا سَابِغَ النِّعَمِ، يَا دَافِعَ النِّقَمِ، يَا نُورَ الْمُسْتَوْحِشِينَ فِي الظُّلَمِ، يَا عَالِماً لَا يُعَلَّمُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ افْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَ الْأَئِمَّةِ الْمَيَامِينَ مِنْ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً.
الفصل الخامس في بقية أعمال الشهر
نُقِلَ عَنِ الْإِمَامِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنْ صَامَ آخِرَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ شَعْبَانَ، وَ وَصَلَهَا بِشَهْرِ رَمَضَانَ كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ صِيَامَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ.
وَ رَوَى أَبُو الصَّلْتِ الْهَرَوِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي آخِرِ جُمُعَةٍ مِنْ شَعْبَانَ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا أَبَا الصَّلْتِ إِنَّ شَعْبَانَ قَدْ مَضَى أَكْثَرُهُ وَ هَذَا آخِرُ جُمُعَةٍ فِيهِ، فَتَدَارَكْ فِيمَا بَقِيَ مِنْهُ تَقْصِيرَكَ فِيمَا مَضَى مِنْهُ وَ عَلَيْكَ بِالْإِقْبَالِ عَلَى مَا يَعْنِيكَ، وَ أَكْثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ وَ الِاسْتِغْفَارِ، وَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَ تُبْ إِلَى اللَّهِ مِنْ ذُنُوبِكَ لِيُقْبِلَ شَهْرُ اللَّهِ إِلَيْكَ وَ أَنْتَ مُخْلِصٌ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا تَدَعْ أَمَانَةً فِي عُنُقِكَ إِلَّا أَدَّيْتَهَا وَ لَا فِي قَلْبِكَ حِقْداً عَلَى مُؤْمِنٍ إِلَّا نَزَعْتَهُ، وَ لَا ذَنْباً أَنْتَ مُرْتَكِبُهُ إِلَّا أَقْلَعْتَ عَنْهُ، وَ اتَّقِ اللَّهَ وَ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ فِي سِرِّ أَمْرِكَ وَ عَلَانِيَتِهِ، وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً وَ أَكْثِرْ مِنْ أَنْ تَقُولَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ: اللَّهُمَّ إِنْ لَمْ تَكُنْ غَفَرْتَ لَنَا فِيمَا مَضَى مِنْ شَعْبَانَ، فَاغْفِرْ لَنَا فِيمَا بَقِيَ مِنْهُ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يُعْتِقُ فِي هَذَا الشَّهْرِ رِقَاباً مِنَ النَّارِ لِحُرْمَةِ شَهْرِ رَمَضَانَ[1].
وَ بِسَنَدٍ مُعْتَبَرٍ جِدّاً رُوِيَ أَنَّ الْإِمَامَ الصَّادِقَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَقْرَأُ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ شَعْبَانَ وَ اللَّيْلَةِ الْأُولَى مِنْ رَمَضَانَ هَذَا الدُّعَاءَ: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ الْمُبَارَكَ الَّذِي