الفصل الثاني في زيارة الإمام الحسين عليه السّلام المشهورة في يوم عاشوراء و فضل زيارته في ليلة عاشوراء و يومها
بِسَنَدٍ مُعْتَبَرٍ عَنِ الْإِمَامِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلَامُ رُوِيَ أَنَّهُ مَنْ بَاتَ عِنْدَ قَبْرِ الْإِمَامِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَيْلَةَ عَاشُورَاءَ وَ زَارَهُ حُشِرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُضَرَّجاً بِدَمِهِ وَ عَلَى هَيْئَةِ الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ صُرِعُوا فِي كَرْبَلَاءَ، وَ مَعَهُمْ، وَ مَنْ زَارَهُ لَيْلَةَ وَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَكَمَنِ اسْتُشْهِدَ بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
وَ رُوِيَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ أَنَّ مَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ.
وَ أَمَّا زِيَارَتُهُ الْمَشْهُورَةُ فَقَدْ رَوَى الشَّيْخُ الطُّوسِيُّ وَ ابْنُ قُولَوَيْهِ وَ غَيْرُهُمْ رَحِمَهُمُ اللَّهُ:
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: مَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ مِنَ الْمُحَرَّمِ حَتَّى يَظَلَّ عِنْدَهُ بَاكِياً لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَوْمَ يَلْقَاهُ بِثَوَابِ أَلْفَيْ حَجَّةٍ وَ أَلْفَيْ عُمْرَةٍ وَ أَلْفَيْ غَزْوَةٍ، ثَوَابُ كُلِّ غَزْوَةٍ وَ حَجَّةٍ وَ عُمْرَةٍ كَثَوَابِ مَنْ حَجَّ وَ اعْتَمَرَ وَ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ مَعَ الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ. قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا لِمَنْ كَانَ فِي بَعِيدِ الْبِلَادِ وَ أَقَاصِيهِ وَ لَمْ يُمْكِنْهُ الْمَصِيرُ إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ؟ قَالَ: إِذَا كَانَ كَذَلِكَ بَرَزَ إِلَى الصَّحْرَاءِ أَوْ صَعِدَ سَطْحاً مُرْتَفِعاً فِي دَارِهِ وَ أَوْمَأَ إِلَيْهِ بِالسَّلَامِ وَ اجْتَهَدَ فِي الدُّعَاءِ عَلَى قَاتِلِهِ وَ صَلَّى مِنْ بَعْدِهِ رَكْعَتَيْنِ، وَ لْيَكُنْ ذَلِكَ فِي صَدْرِ النَّهَارِ قَبْلَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ، ثُمَّ لْيَنْدُبِ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ يَبْكِيهِ وَ يَأْمُرُ مَنْ فِي دَارِهِ مِمَّنْ لَا يَتَّقِيهِ بِالْبُكَاءِ عَلَيْهِ وَ يُقِيمُ فِي دَارِهِ الْمُصِيبَةَ بِإِظْهَارِ الْجَزَعِ عَلَيْهِ وَ لْيُعَزِّ بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِمُصَابِهِمْ بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ أَنَا الضَّامِنُ لَهُمْ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى جَمِيعَ ذَلِكَ، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنْتَ الضَّامِنُ ذَلِكَ لَهُمْ وَ الزَّعِيمُ؟ قَالَ: أَنَا الضَّامِنُ وَ أَنَا الزَّعِيمُ لِمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ. قُلْتُ: فَكَيْفَ يُعَزِّي بَعْضُنَا بَعْضاً؟ قَالَ: تَقُولُونَ: عَظَّمَ اللَّهُ أُجُورَنَا بِمُصَابِنَا بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ جَعَلَنَا وَ إِيَّاكُمْ مِنَ الطَّالِبِينَ بِثَارِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الْإِمَامِ الْمَهْدِيِّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ.