responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زاد المعاد نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 1  صفحه : 218

رُسُلَهُ إِلَى نَصَارَى نَجْرَانَ وَ كَانُوا أَعْظَمَ نَصَارَى الْعَرَبِ وَ رَجَعَ هَؤُلَاءِ إِلَى كُتُبِهِمْ وَ شَاهَدُوا أَوْصَافَ النَّبِيِّ فِي كُتُبِ جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ تَغَلَّبَ حُبُّ الدُّنْيَا عَلَى أَكْثَرِ عُلَمَائِهِمْ وَ لَمْ يُؤْمِنُوا وَ أَرْسَلُوا سَبْعِينَ شَخْصاً مِنْ عُلَمَائِهِمْ وَ عُظَمَائِهِمْ لِيُشَاهِدُوا الصِّفَاتِ الَّتِي قَرَءُوهَا فِي الْكُتُبِ السَّابِقَةِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَ دَخَلُوا الْمَدِينَةَ، وَ رَأَوْا أَنَّ الصِّفَاتِ مُوَافِقَةٌ، وَ أَتَمَّ النَّبِيُّ الْحُجَجَ عَلَيْهِمْ، مَعَ ذَلِكَ تَأَبَّى بَعْضُهُمْ مِنَ الْإِيمَانِ بِرِسَالَتِهِ بِسَبَبِ حُبِّ الرِّئَاسَةِ وَ الْأَغْرَاضِ الْبَاطِلَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ الْكَرِيمَةَ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ‌[1]. ثُمَّ أَلْقَى الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كِسَاءً عَلَى كَتِفِهِ وَ أَدْخَلَ تَحْتَ الْكِسَاءِ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، وَ قَالَ: اللَّهُمَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ أَهْلُ بَيْتٍ هُمْ أَخَصُّ الْخَلْقِ إِلَيْهِ، اللَّهُمَّ وَ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً، فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ وَ جَاءَ بِهَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ فِي شَأْنِهِمْ:

إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً[2]. ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ أَخْرَجَ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ مَعَهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ لِلْمُبَاهَلَةِ، وَ حَيْثُ إِنَّ النَّصَارَى كَانُوا قَدْ عَرَفُوا حَقِيقَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَ ظَهَرَتْ آثَارُ نُزُولِ الْعَذَابِ فِي الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ بَعْدَ وُقُوفِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لِلْمُبَاهَلَةِ، قَالَ كَبِيرُ عُلَمَائِهِمْ: وَ اللَّهِ إِنِّي لَأَرَى وُجُوهاً لَوْ سَأَلُوا اللَّهَ أَنْ يُزِيلَ جَبَلًا مِنْ مَكَانِهِ لَأَزَالَهُ فَلَا تَبْتَهِلُوا فَتَهْلِكُوا وَ لَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ نَصْرَانِيٌّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ وَافَقُوا عَلَى أَنْ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ كُلَّ عَامٍ، وَ لَمْ يَدْعُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ، وَ فَرَضَ عَلَيْهِمُ الْجِزْيَةَ بِأَمْرٍ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى. وَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ:

وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَاعَنُونِي لَمُسِخُوا قِرَدَةً وَ خَنَازِيرَ، وَ لَاضْطَرَمَ الْوَادِي عَلَيْهِمْ نَاراً، وَ لَمَا حَالَ الْحَوْلُ عَلَى النَّصَارَى حَتَّى يَهْلِكُوا كُلَّهُمْ‌[3].

و بهذا ظهرت عدة أمور لأهل الدنيا: الأول: أحقية النبي الكريم صلّى اللّه عليه و آله و سلم لأنه لو لم يكن واثقا بأحقيته لم يعرّض نفسه و أعزّ أهله للمباهلة، و لو لم تكن حقيقته ظاهرة لتلك الجماعة لباهلت و لما فرضت على نفسها المذلة و دفع الجزية.


[1] سورة آل عمران، الآية: 61.

[2] سورة الأحزاب، الآية: 33.

[3] مجمع البيان: ج 2 ص 309.

نام کتاب : زاد المعاد نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست