نام کتاب : الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد نویسنده : الفاضل المقداد جلد : 1 صفحه : 47
[في وجوب الاعتقاد بوجود الصّانع تعالى]
قال «قدّس اللّه روحه»:
فنقول: يجب على المكلّف أن يعرف أنّ اللّه تعالى موجود،
لأنّه أوجد العالم بعد أن لم يكن، إذ لو كان العالم قديما، لكان إمّا متحرّكا، أو ساكنا،
و القسمان باطلان.
أمّا الحركة؛ فلأنّ ماهيّتها تستدعي المسبوقيّة بالغير،
و القديم لا يصحّ أن يكون مسبوقا بالغير [1]، و لا يعقل قدم الحركة، و كذلك السّكون،
لأنّه عبارة عن الكون الثّاني في المكان الأوّل، فيكون مسبوقا بالكون الأوّل بالضّرورة،
و الأزليّ لا يكون مسبوقا بالغير [2]، فثبت حدوث العالم.
[في معنى العالم و القديم و الحركة و السّكون]
أقول: نذكر أوّلا تفسير الألفاظ الّتي اشتمل عليها هذا
الفصل؛ فالمكلّف: هو الإنسان الحيّ، البالغ، العاقل.
و العالم: عبارة عمّا سوى اللّه تعالى، و إنّما سمّي العالم
عالما، لأنّه علامة على وجود اللّه تعالى.
و الجسم: هو القابل للقسمة طولا و عرضا و عمقا.
و القديم: هو الّذي لا أوّل لوجوده، أو: الّذي لا يسبقه
غيره.
و المحدث: مقابله، و هو ما [3] لوجوده أوّل، أو: الّذي
يسبقه غيره.
و الحركة: هي الحصول الأوّل للجسم في المكان الثّاني.
و السّكون: هو الحصول الثّاني للجسم في المكان الأوّل،
و ذلك لأنّ الجسم لا بدّ له إذا وجد من مكان، فأوّل حصوله في المكان يسمّى كونا مطلقا،
ففي الآن الثّاني إن كان في مكان آخر فهو الحركة، و إن بقي في الآن الثّاني في ذلك
المكان، فهو السّكون. [1] «ج»: بغيره. [2] «ج»: بغيره. [3] «ج»: الّذي.
نام کتاب : الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد نویسنده : الفاضل المقداد جلد : 1 صفحه : 47