ذهب الشيخ أبو الحسن الأشعرى في أحد قوليه،
و الأستاذ [2] أبو إسحاق الأسفرايينى، و السلف إلى أن الرب تعالى- متصف بالوجه، و أن
الوجه صفة ثبوتية زائدة على ما له من الصفات. متمسكين في ذلك بقوله- تعالى-: وَ يَبْقى
وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ [3]. لا أنه بمعنى الجارحة.
و من المشبهة من أثبت الوجه بمعنى الجارحة.
و مذهب [4] القاضى و الأشعرى- فى قول آخر-
و باقى [5] الأئمة [5]: أن وجه الله- تعالى- وجوده.
و الحق في ذلك أن يقال:
لا سبيل إلى إثبات الوجه بمعنى الجارحة؛
لما سنبينه في إبطال التشبيه و ما لا يجوز على الله- تعالى-
و كونه زائدا على ذاته، و ما له من الصفات
لا بمعنى الجارحة، و أنه وجه لا كوجوهنا كما أن ذاته لا كذواتنا، كما هو مذهب الشيخ
في أحد قوليه. و مذهب السلف؛ و إن كان ممكنا إلا أن الجزم بذلك يستدعى دليلا قاطعا؛
ضرورة كونه صفة للرب- تعالى- و لا وجود للقاطع هاهنا.
و إن جاز أن يكون الدليل ظاهرا؛ فلفظ الوجه
في الآية لا دلالة له على الوجه بهذا المعنى لغة لا حقيقة، و لا مجازا؛ فإنه لم يكن
مفهوما لأهل اللغة حتى يقال: إنهم وضعوا لفظ الوجه بإزائه، و ما لا يكون مفهوما لهم،
لا يكون موضوعا لألفاظهم؛ فلم يبق إلا أن يكون محمولا على مقتضاه لغة.
[1] انظر الإبانة للأشعرى ص 35 و أصول الدين
للبغدادى ص 109 و أساس التقديس للرازى ص 114 و من كتب الآمدي غاية المرام ص 137،
140.
و من كتب المتأخرين المتأثرين بالآمدي:
انظر شرح طوالع الأنوار ص 184 و المواقف
للإيجي ص 298 و شرح المقاصد 2/ 81. [2] فى ب (و الشيخ). [3] سورة الرحمن 55/ 27. [4] فى ب (و ذهب). [5] فى ب (إلى).
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 1 صفحه : 451