نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 1 صفحه : 384
نهى؛ لما تحقق معنى التبليغ و الرسالة؛ فإنه
لا معنى للرسول إلا المبلغ لكلام المرسل، فلو لم يكن لله تعالى كلام وراء كلام الرسول
المخلوق فيه أصالة عندهم، أو لله- تعالى- عندنا؛ لكان هو الآمر بأمره، و الناهي بنهيه؛
فلا يكون رسولا، و لا مبلغا؛ بل كان كاذبا في دعواه: إنى رسول الله إليكم فيما أمرت
به، أو نهيت: كالواحد منا إذا أمر غيره، أو نهاه، و لم يكن مبلغا عن الغير؛ فإنه لا
يكون رسولا؛ بل و لما تحقق أيضا معنى الطاعة، و العبودية لله- تعالى-؛ فإن من لا أمر
له، و لا نهى؛ لا يوصف بكونه مطاعا، و لا حاكما. و من أنكر ذلك من غير أهل الملل؛ كان
محجوجا بما دلت عليه المعجزات القاطعة، الدالة على صدق من ظهرت على يده من الرسل المتقدمين،
الذين شاهد ذلك منهم من حضرهم، و تواترت أخبارهم إلى من غاب عنهم.
و عند ذلك: فالإجماع أيضا من العقلاء منعقد:
على أن كلام المتكلم لا يخرج عن الحروف، و الأصوات المنتظمة، الدالة بالوضع، و عما
هى دليل عليه في نفسه.
فإن كان الأول: فلا يخلو: إما أن يكون لكلام
الله تعالى معنى في نفسه، أو لا معنى له في نفسه.
فإن لم يكن له معنى في نفسه؛ فلا يكون آمرا،
و لا ناهيا؛ و لهذا إن من قال لغيره؛ افعل كذا، أو لا تفعل كذا، و لم يكن لعبارته معنى
في نفسه؛ لا يكون آمرا؛ و لا ناهيا؛ بل عابثا.
و إن كان لها/ معنى في نفسه؛ فذلك هو الّذي
نروم إثباته، و نعبر عنه بكلام النفس.
و إن كان الثانى: و هو أن معنى الكلام هو
المعنى القائم بالنفس؛ فهو [1] المطلوب. و لو لا ذلك لما تحقق كونه متكلما. و هو فلا
يخلو [1]: إما أن يكون قديما، أو حادثا.
لا جائز أن يكون حادثا: و إلا كان الرب-
تعالى- محلا للحوادث؛ و هو محال.