عنه وحافظ له ينتقل على الحيطان والسطوح في ظلمة الليل لحراسة منزل صاحبه وذب الذعار عنه ، ويبلغ من محبته لصاحبه أن يبذل نفسه للموت دونه ودون ماشيته وماله ويألفه غاية الإلف [١] حتى يصبر معه على الجوع والجفوة فلم طبع الكلب على هذه الألفة والمحبة إلا ليكون حارسا للإنسان له عين [٢] بأنياب [٣] ومخالب ونباح هائل ليذعر منه السارق ويتجنب المواضع التي يحميها ويخفرها [٤].
( وجه الدابة وفمها وذنبها وشرح ذلك )
يا مفضل تأمل وجه الدابة كيف هو فإنك ترى العينين شاخصتين أمامها لتبصر ما بين يديها لئلا تصدم حائطا أو تتردى في حفرة وترى الفم مشقوقا شقا في أسفل الخطم [٥] ولو شق كمكان الفم من الإنسان في مقدم الذقن لما استطاع أن يتناول به شيئا من الأرض ألا ترى أن الإنسان لا يتناول الطعام بفيه ولكن بيده تكرمة له على
[١] الالف ـ بفتح فسكون ـ المحبة والانس. [٢] العين ـ بالفتح ـ الغلظة في الجسم والخشونة. [٣] الانياب جمع ناب وهو السن خلف الرباعية مؤنث. [٤] يخفرها : يجيرها ويؤمنها. [٥] خطم الدابّة : مقدم انفها وفمها.