responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظرية المهدوية في فلسفة التاريخ نویسنده : الأسعد بن علي قيدارة    جلد : 1  صفحه : 99

الطريقة خروج عن ميزان العدل الإلهي ، لما فيه من زيادة في تعقيد الامتحان والتكليف : أفلا يكفي ما سيلاقيه الإنسان من صعوبات وتعقيدات في حياته وصراع داخلي وخارجي بين الحقّ والباطل لنزيد عليه محنة الشيطان؟

والجواب ـ إنّ عمل الشيطان هو الإدراك الإنساني ، ووسيلة عمله العواطف والإحساسات الداخلية ، فهو الذي يلقي هذه الأوهام الكاذبة والأفكار الباطلة في النفس الإنسانية كما يدل عليه قوله تعالى : ( الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ) [ الناس ] ، ولكنّ الإنسان مع ذلك لا يشكّ في أنّ هذه الأفكار والأوهام المسمّاة وساوس شيطانية أفكار لنفسه يوجدها هو في نفسه من غير أن يشعر بأحد سواه يلقيها إليه أو يتسبّب إلى ذلك بشيء ـ [١].

هبوط آدم على الأرض وبدء حركة التاريخ

بعد تلك التجربة الفريدة التي عاشها آدم وحواء في مرحلة الحضانة التي استوفت أغراضها ببلوغ آدم وحواء درجة من النضج التكويني والنفسي ، كان الدرس القاسي الذي تلقّاه آدم وزوجته ضرورياً ، ليعرف الإنسان ما ينتظره في مرحلة الاستخلاف ومسؤوليات دار التكليف ، إنّها ليست نزهة ترفيهية سهلة ومرحة ، إنّها رحلة صعبة محفوفة بمخاطر ومزالق عنوانها الكبير الشيطان وجنوده.

كان الدرس الكبير الذي أعلنته السماء لآدم ستنزل إلى الأرض ولكن إذا لم تعتصم بهدى الله وخَضَعْتَ ، وإذا أنصتّ مرّة أخرى لغواية إبليس فلن تكون حياتك إلا انحرافاً وآخرتك إلا خسراناً مبيناً.

( ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى * قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) [ طه ].

وفي سورة البقرة نقرأ آيات في السياق نفسه معلنة القاعدة العامّة لحركة الإنسان في


[١] الطباطبائي ، الميزان في تفسير القرآن ، ج ٩ ، ص ٤٢.

نام کتاب : النظرية المهدوية في فلسفة التاريخ نویسنده : الأسعد بن علي قيدارة    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست