responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظرية المهدوية في فلسفة التاريخ نویسنده : الأسعد بن علي قيدارة    جلد : 1  صفحه : 147

لذلك فإنّ التمسّك بالدين ـ زمن الغيبة ـ ، والاعتصام بولاية المهدي ، يمثّلان مغرماً لا يقدر عليه أحد ، إلاّ من امتحن الله قلبه للإيمان ، ومن توافر فيه الالتحام النفسي بالقائد بدرجة لا تهزّه الفتن ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : ـ إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسّك فيها بدينه كالخارط للقتاد ، ثمّ قال هكذا بيده إنّ لصاحب الأمر غيبة فليتقِ الله عبد وليمسكْ بدينه ـ [١].

ويختلف الامتحان والابتلاء الذي يواجهه المؤمنون زمن الغيبة عن امتحان المؤمنين في أي زمن آخر؛ لأنّه يواجه التحدّيات على مستوى النفس وضغوطاتها وعلى مستوى الواقع الاجتماعي بكلّ ما يفرضه من انحراف خلقي وظلم سياسي وتشكيك عقائدي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام : ـ لا تزالون تنتظرون حتّى تكونوا كالمعز المهزولة التي لا يبالي الجازر أين يضع يده منها ، ليس لكم شرف تشرفونه ، ولا سند تسندون إليه أموركم ـ [٢].

إنّ حركة هذا الامتحان تستهدف الغربلة والتصفية لتمييز المؤمنين حقّاً ، عن جابر الجعفي قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ـ متى يكون فرجكم؟ فقال : هيهات هيهات لا يكون فرجنا حتّى تغربلوا ثمّ تغربلوا ثمّ تغربلوا يقولها ثلاثاً حتّى يذهب الكدر ويبقى الصفو ـ [٣].

وعن أبي عبد الله عليه‌السلام : ـ والله ما يكون ما تمدّون أعينكم إليه حتّى تمحّصوا وتميّزوا حتّى لا يبقى منكم إلا الأندر فالأندر ـ [٤].

وعن الرضا عليه‌السلام : ـ لابدّ للناس أن يمحّصوا ويميّزوا ويغربلوا ويخرج من الغربال خلق كثر ـ [٥].

ب. ضمان أعلى درجات الكمال في الأنصار

يصنع التكامل الفردي الأرضية المناسبة للمجتمع الرشيد ، وهذا التكامل قوامه عنصران : الوعي ، والشعور الداخلي بالمسؤولية.

فالوعي يعني امتلاك رؤية تفصيلية عن أطروحة العدل التي ستطبّق في دولة المهدي


[١] محمّد باقر المجلسي ، بحار الأنوار ، ج ٥٢ ، ص ١١١.

[٢] المصدر نفسه ، ص ١١٠.

[٣] المصدر نفسه ، ص ١١٣.

[٤] المصدر نفسه ، ص ١١٤.

[٥] المصدر نفسه ، ص ١١٤.

نام کتاب : النظرية المهدوية في فلسفة التاريخ نویسنده : الأسعد بن علي قيدارة    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست