responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل الشعائر الحسينية نویسنده : مجموعة من العلماء    جلد : 1  صفحه : 353

وفي غيره أنّه أوصى بثمانمائة دينار لنوادب تندبه بمنى عشر سنين أيام منى[1].

إنّ منى في تلك الأيام هي أعظم المجامع لطوائف المسلمين القاصدين إلى مكّة من كلّ فج، فلماذا اختار ندبته فيها؟!

وهلاّ أوصى أن يندب في بيته، أو في ميدان واسع في المدينة، أو في البقيع حيث محلّ قبره؟!

ألست تعتقد أنّه يرمز بذلك إلى تنبيه الناس على فضائله وإظهارها، وليتذكّر أولياؤه والعارفون به ما جرى عليه، ومن مجموع ذلك تثبت عقائدهم ويدوم ذكره الجميل فيما بينهم؟!

قال شيخنا الشهيد الأوّل محمّد بن مكي في كتابه ذكرى الشيعة بعد إيراد الخبر المزبور: «والمراد بذلك تنبيه الناس على فضائله وإظهارها ليقتدى بها، ويعلم الناس ما كان عليه أهل البيت فتقتفى آثارهم»[2]. انتهى.

فانظر متأمّلاً إلى آخر كلامه هذا الذي يريد به أنّ ندبته بتلك المجامع سبب لظهور التشيّع في الناس; لارتفاع الاتّقاء عليه بعد موته سلام اللّه عليه.

ومن هذا تعرف أنّ النوادي الخاصّة محلّ عزاء من لاشرف له كالحسين(عليه السلام)وأبنائه، ولا فضل له ولا قرب كفضلهم وقربهم، ولا مظلوميّة له كمظلوميّتهم، أمّا هم، فإنّ أوقع المحالّ لندبتهم المجامع العموميّة كمنى وغير منى.

وفي آخر هذا الفصل طلب الكاتب من اللّه أن يتفضّل على أهل المواكب


[1] الكافي ٣: ٢١٧ حديث ٤، الفقيه ١: ١١٦ حديث ٥٤٦، وعنهما وسائل الشيعة ٣: ٢٣٨ حديث، باب (استحباب وصيّة الميّت لطعام المأتم).

[2] ذكرى الشيعة ٢: ٥٩ .

نام کتاب : رسائل الشعائر الحسينية نویسنده : مجموعة من العلماء    جلد : 1  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست