من هنا يربّي الإسلام أبناءه على خلق التسامح واحترام الرأي والبحث عن الحقّ واستماع القول لاتباع أحسنه ، ويحذّرهم من التعصّب المقيت وادعاء الحقّ المطلق.
سئل الإمام جعفر الصادق عليه السلام : ما أدنى ما يكون به العبد كافراً؟ قال : أن يبتدع به شيئاً فيتولّى عليه ويتبرأ ممن خالفه [١].
وفي نصّ آخر قال عليه السلام : أن يقول لهذه الحصاة إنّها نواة ويبرئ ممّن خالفه على ذلك [٢].
وعن الإمام علي عليه السلام : أدنى ما يكون به كافراً أن يتديّن بشيء فيزعم أنّ الله أمره به ممّا نهى الله عنه ثمّ ينصبه ديناً فيتبرّأ ويتولّى ويزعم أنّه يعبد الله الذي أمره به [٣].
وعن أبي العباس قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أدنى ما يكون به الإنسان مشركاً قال : فقال : من ابتدع رأياً فأحبّ عليه أو أبغض عليه [٤].
مآسي الإرهاب الفكري
في عصور الإسلام الأولى كان التسامح واحترام الرأي هو الخلق الاجتماعي السّائد الذي ينظّم حرّيّة الفكر ، ولكن بعد بروز الانحراف السيّاسي في حياة المسلمين ، وضعف الالتزام بمبادئ الإسلام وأخلاقه وتعاليمه وخاصّة
[١] معاني الأخبار : ٣٩٣ الحديث٤٣ باب نوادر المعاني. [٢] المصدر السابق ، الحديث٤٤. [٣] كتاب سليم بن قيس الهلالي : ١٧٧. [٤] الكافي٢ : ٣٩٧ ، الحديث٢ باب الشرك.