إنّ اقتراب المؤمن من إخوانه المؤمنين وانشداده القلبي إليهم يؤهّله للاقتراب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة حيث يقول : ألا أخبركم بأحبّكم إليّ وأقربكم منّي مجالس يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً ، الموطئون أكنافاً الذين يألفوا ويُؤلفون [١].
المقاطعة والهجرة
إنّ تعامل أخيك المسلم بسلبية وإعراض ، وأن تقاطعه وتهجره فذلك أمر محرّم مبغوض عند الله ، فلست حرّاً مختاراً في أن تقيم علاقة مع إخوانك المؤمنين أو لا تقيم ، بل أنت مطالب بذلك ، وإذا ما حدث سوء فهم أو تفاهم أوجب نوعاً من الإعراض فلا يصحّ أن يستمرّ طويلاً وبالتحديد أكثر من ثلاثة أيام كما تؤكّد على ذلك الأحاديث الشريفة :
فعنه صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا هجرة فوق ثلاث( [٢].
وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وآله وسلم : أيّما مسلمين تهاجرا فمكثا ثلاثاً لا يصطلحان إلّا كانا خارجين من الإسلام ولم يكن بينهما ولاية فأيّهما سبق إلى كلام أخيه كان السابق إلى الجنّة يوم الحساب [٣].
إنّ الشيطان الرجيم هو المستفيد الأكبر من تباعد المؤمن عن أخيه المؤمن ومقاطعته له ، وهذا ما يؤكّد الإمام جعفر الصادق عليه السلام بقوله : لا يزال إبليس فرحاً ما اهتجر المسلمان ، فإذا التقيا اصطكت ركبتاه وتخلّعت أوصاله
[١] المجازات النبوية : ١٨٧. [٢] الكافي ٢ : ٣٤٤ ، باب الهجرة الحديث٢. [٣] المصدر السابق : ٣٤٥ ، باب الهجرة الحديث٥.