المراد بها : الأصول التي يعتمد عليها التقريب بين المذاهب ، وهي أمور :
الأمر الأوّل : من الأمور التي لا يشكّ فيها مسلم هي : أنّ الأُمّة الإسلامية بجميع مذاهبها وأقوامها وشعوبها أمّة واحدة ، وأنّ الوحدة هي ركن من أركان الإسلام. وما أجمل ما قاله كاشف الغطاء داعية الوحدة الإسلامية : بني الإسلام على كلمتين ، كلمة التوحيد ، وتوحيد الكلمة [٣].
وإنّ المسلمين ما وصلوا ولن يصلوا إلى تحقيق أهداف الإسلام السامية إلّا بالوحدة ، وإنّ عز المسلمين ومجدهم رهين وحدتهم ، وليس بعد اختلافهم وتنازعهم إلّا ضعف الشوكة وحلول الوهن بهم.
الأمر الثاني : أنّ الأصول الأساسية للإسلام لا خلاف فيها ـ والحمد لله ـ بين المسلمين ، فكلّهم يعتقدون بتوحيد الربّ تعالى ، وبنبوّة نبيّنا محمّد والأنبياء قبله ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ وبالمعاد ، والجنّة والنار ، وبالصّلاة والصّوم ، والحجّ والجهاد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأنّ كتابهم
[١] رسالة التقريب السنة الأولى محرم ١٤١٤ هـ ـ ١٩٩٣ م. [٢] الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية. [٣] أصل الشيعة وأصولها : ٩٧.