طائفة واحدة ولا تريد الافتراق عن إخوانها السنيين. فكان لذلك الوقع الحسن عند الوطنيين ، وقرّرت الحكومة بأنّ المسلمين طائفة واحدة لا فرق بين سنّيهم وشيعيهم ، وإنّ هذه المقاعد المعيّنة للمسلمين في جميع أنحاء الدولة السورية هي للسنّيين وللشيعيين على السواء [١].
وبهذا السلوك الحسن استطاع العلّامة الأمين أن ينفذ إلى قلوب الإخوة من أهل السنّة ويتّخذ له موقعاً خاصاً في تلك القلوب [٢].
أيّة روحية هذه التي يتصف بها هذا الرجل المصلح ، وأين أمثال هؤلاء الرجال في عصرنا؟ لقد كان يشخص الأمور بعقل لا بانفعال ، وبعقل المستقبل لا بعقل الماضي ، ويقدّر المصلحة العامة فوق كلّ شيء ، ويقدّمها على كلّ شيء.
منهجيته في الوحدة والتآلف
ولأهمّية دوره الوحدوي رأينا من الضروري أن نورد بعضاً من منهجيّته في الوحدة والتآلف :
أولاً : أنّ الوحدة كانت هدفه الكبير وعن ذلك يقول : إنّ توحيد المسلمين هدفي منذ أربعين سنة ، منذ إقامتي في هذه الديار [٣].
وعنده إنّ أفضل عمل يجهد في سبيله ، هو السعي لتأليف القلوب ، وإزالة الأضغان بين أهل المذاهب أو تخفيفها ، إذ هي مبنية على أمور لا حقيقة لها ، وإنّما هي من تسويل شياطين الجن والإنس ، مما يمجّه العقل
[١] أعيان الشيعة ١٠ : ٣٧٠. [٢] المصلح الإسلامي السيّد محسن الأمين ، ورقة الشيخ المهاجري : ٧٧. [٣] المصدر السابق.