وينقل الشيخ ابن تيمية في منهاج السنّة أنّ المعروف في العراق أنّ الجهر بالبسملة كان من شعار الرافضة ، وأنّ القنوت في الفجر كان من شعار القدرية ، حتّى إنّ سفيان الثوري وغيره من الأئمّة يذكرون في عقائدهم ترك الجهر بالبسملة لأنّه كان عندهم من شعار الرافضة [٢].
ثمّ يقول ابن تيمية : ومن هنا ذهب من ذهب من الفقهاء إلى ترك بعض المستحبات إذا صارت شعاراً لهم ، ( الشيعة ) ، فإنّه وإن لم يكن الترك واجباً لذلك ، لكن في إظهار ذلك مشابهة لهم ، فلا يتميّز السني من الرافضي ، ومصلحة التميّز عنهم لأجل هجرانهم ومخالفتهم أعظم من مصلحة هذا المستحب [٣].
إضعاف المصداقية والثقة في الدين وعلمائه
يتأثّر الناس ، في نظرتهم إلى أيّ فكرة أو مبدأ ، بالواقع المنتسب إلى تلك الفكرة أو المبدأ ، سلباً أو إيجاباً. وكما يقال ، فالناس عقولهم في عيونهم ، فالواقع الجميل يعتبر عامل جذب وتبشير بالفكرة التي يرتبط بها ، بينما ينفر الواقع السيّء من أيّ فكرة ينتسب إليها.
والإسلام ، كمنظومة قيم وتشريعات إلهية عظيمة ، يجب أن تنعكس وتتجلّى في حياة المؤمنين به ، ليكون ذلك دافعاً لإقبال الآخرين على اعتناقه ، والالتزام به ، من خلال مشاهدتهم لنموذج تطبيقي مشرّف.
[١] روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ٢٢ : ٨٥. [٢] منهاج السنّة النبوية ٤ : ١٥١. [٣] منهاج السنة النبوية ٤ : ١٥٤.