وقال في المجمع: والتقوى فَعْلَى كنجوى، والأصل فيه وقوى من وقيته:
منعته قلبت الواو تاء، وكذلك تقاة، والأصل وقاة، قال تعالى: ﴿إلاّ أن تتّقوا منهم تقاة﴾[2] ، أي اتقاءً مخافة القتل، وجمع التقاة تقى كطلى للاعناق وقرىء تقية، والتقية والتقاة اسمان موضوعان موضع الاتقاء[3] .
ويقرّب هذا المعنى: أنّ الوارد في كثير من الروايات أنسب بالاسم
المصدري، كقوله عليه السلام : (التقية ديني ... الخ) ، و (التقية ترس المؤمن) ، و (التقية حرز المؤمن) وغير ذلك من الموارد التي وردت محكوماً عليها بنحو الإخبارأو متعلقة للحكم كسائر المتعلقات مثل الصلاة والصوم والحج وغيرها.
وعلى كل تقدير فالتقوى أو التقية أو الإتقاء لها معنيان أحدهما عام،
والآخر خاص، أما المعنى الأول فهو التحفّظ والحذر من الوقوع في المحرمات والإخلال بالواجبات، وبعبارة أخرى: أن يجعل الإنسان بينه وبين غضب الله حاجزاً، وهذا إنما يتم بالعمل الصالح.
وقد أسند هذا المعنى في الكتاب العزيز إلى الله تعالى في آيات كثيرة،
ومنها: ﴿واتقوا الله﴾[4] ، ﴿واتّقوني يا أولي الألباب﴾[5] ، ﴿يا أيها الناس اتقوا ربّكم﴾[6] ، وغيرها من الآيات.
وهذا المعنى يشمل بمقتضى عمومه، التحفّظ عن كل ضرر، والإتّقاء من
كلّ ما يخاف ويخشى، دينياً كان أو دنيوياً، وليس لهذا المعنى حكم شرعي