responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التقية في فقه أهل البيت عليهم السلام نویسنده : المعلم، محمد علي صالح    جلد : 1  صفحه : 47
القرآنية مدح[1] الأقلّية والثناء عليهم، بينما جاء الذم[2] للأكثرية، مضافاً إلى أن ما تمخض عن الوقائع والأحداث يؤيد هذه الحقيقة، فإن الأكثرية هي التي حاربت النبيّ صلي الله عليه و آله وهضمت علياً عليه السلام وظلمت الزهراء عليه السلام ، وإن الأكثرية هي التي اعتدت على الحسن عليه السلام وقتلت الحسين عليه السلام ، وإن الأكثرية هي التي شرّدت أهل البيت وأذاقتهم الويلات، وارجع إلى ما سطره التاريخ لتقف على هذه الحقيقة في كل زمان ومكان، وهي أن الأكثرية ما كانت ولن تكون المقياس في التقييم والترجيح.

أقول: إنّ هذا الاتفاق ـ من قبل الفئات التي أحكمت القبضة على زمام

الأمور ـ على اتخاذ علي عليه السلام وأولاده وشيعته أعداء أدّى إلى اتّباع مختلف الوسائل والأساليب في القهر والبطش والاضطهاد، وعلى مر العصور ابتداء من قضية مالك بن نويرة[3] ، وما سبقها، وما أعقبها من أحداث وإلى يومنا هذا.

فممّا يحدثنا به التاريخ في العهد الأموي: أن معاوية بن أبي سفيان دعا بُسر

بن أرطاة وكان قاسي القلب سفّاكاً للدماء، لا رأفة عنده، ولا رحمة، فوجهه إلى اليمن وأمره أن يأخذ طريق الحجاز والمدينة ومكة، حتى ينتهي إلى اليمن، وقال له: لا تنزل على بلد أهله على طاعة عليّ إلاّ بسطت عليهم لسانك، حتى يروا أنهم لا نجاة لهم منك، وأنك محيط بهم، ثمّ اكفف عنهم وادعهم إلى البيعة لي فمن


[1] ـ منها قوله تعالى: ]وقليل من عبادي الشكور[ سورة سبأ، الآية: ١٣ ، ومنها قولـه تعالى: ]إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم[ سورة ص، الآية: ٢٤ ، ومنها قوله تعالى: ]وما آمن معه إلاّ قليل[ سورة هود، الآية: ٤٠ ، وغيرها من الآيات.

[2] ـ منها قولـه تعالى: ]إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين[ سورة الشعراء، الآية: ٨ ، ومنها قوله تعالى: ]لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون[ سورة الزخرف، الآية٧٨ ، ومنها قوله تعالى: ]وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين[ سورة الأعراف، الآية: ١٠٢ ، وغيرها كثير.

[3] ـ راجع تفاصيل القضية ومصادرها الشيعية والسنية في البحار ٣٠ : ٤٧١ ـ ٤٩٥ الطبعة الأولى المحققة.

نام کتاب : التقية في فقه أهل البيت عليهم السلام نویسنده : المعلم، محمد علي صالح    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست