responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التقية في فقه أهل البيت عليهم السلام نویسنده : المعلم، محمد علي صالح    جلد : 1  صفحه : 21
ويترقب لئلاّ يؤخذ ويقتل فيضيع الحق بقتله، وكان يجري في أموره على مقتضى السنن الطبيعية كما هو شأن سائر الأنبياء، فإنهم لا يلجأون إلى الوسائل الغيبية والإعجازية إلاّ في ظروف معينة مذكورة في محلها من علم الكلام.

ومما يدلّ على أن موسى عليه السلام قد مارس التقية ما ورد في صحيحة أبي حمزة الثمالي (وقد تقدم شطر منها) وجاء فيها: إن الله عزوجل قال لموسى وهارون: ﴿إذهبا إلى فرعون إنه طغى * فقولا لـه قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى يقول الله عزوجل: كنيّاه وقولا لـه: يا أبا مصعب[1] الحديث.

فالموقف اقتضى الملاينة في القول، لا إعلان الحرب عليه مع أن فرعون كان

في أوج طغيانه.

والمستفاد من الآية الكريمة أن التقية مع فرعون مداراتية لا خوفية ويراد

بها ترقيق القلب وتليينه، هذا بالنسبة إلى موسى عليه السلام .

وأما بالنسبة إلى أصحاب موسى عليه السلام فقد أشار القرآن الكريم إلى أن زمان فرعون كان زمان رهبة وبطش وقهر، ولم يكن الناس آمنين فيه على أرواحهم وأعراضهم ﴿إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبّح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين [2] وتمادى فرعون في

غيّه وضلاله: >فحشر فنادى * فقال أنا ربّكم الأعلى< [3] >وقال فرعون يا

أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحاً لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين< [4] ، وكان الخوف مهيمناً على الناس، وفي قصة ولادة موسى عليه السلام ـ كما تحدث عنها القرآن الكريم ـ


[1] ـ كمال الدين ج ١ باب ٢٢ الحديث ٢ ص ٢١١ دار الكتب الإسلامية طهران ١٣٩٥ هـ .

[2] ـ سورة القصص، الآية: ٤ .

[3] ـ سورة النازعات، الآية : ٢٣ ، ٢٤ .

[4] ـ سورة القصص، الآية: ٣٨ .

نام کتاب : التقية في فقه أهل البيت عليهم السلام نویسنده : المعلم، محمد علي صالح    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست