وهذا ما التبس على كثير من أبناء الجالية الإسلامية في النروج , فقد صدرت توصيات بلباس ديني من افراد ومؤسسات لا تعي من الاسلام شيئا , بجواز سرقة مطلق اهل الكتاب واخذ مالهم , وانتهاك قوانينهم تحت عنوان الاستنقاذ, والاستنقاذ الذي يلوذ به الكثيرون مفاده إن كل مايملكه هذا البلد أو أهله يحق للمسلم تملكه باية وسيلة!!!!!

وكما هو ظاهر فان هذه دعوة للفساد , لا يقرها الإسلام ولا يؤيدها , إذ هي خلاف منهجه العدل , الذي وعدت به الإنسانية جمعاء , وهو أيضا مخالف للنزعة الفطرية والأحكام الأخلاقية , إذ أن هذه الدولة قد وفرت لهولاء المسلمين ملاذا حرموا منه في دولهم الظالمة , وضمنت لهم رزقا كريما , ووهبتهم خيراتها ينتفعون بها كما يشاءون , لافرق بينهم وبين شعبها , افيكون جزاء المسلمين لهذا الإحسان هو إشاعة الفساد والفوضى؟؟؟؟ أولم يقل المولى عز شانه (هَلْ جَزَاءُ الْأِحْسَانِ إِلَّا الْأِحْسَانُ) (الرحمن:60). لقد تفشى عند كثير من المسلمين في جميع الدول الأوروبية ذات الاقتصاد المتقدم مرض الاستنقاذ , وصار بعضهم يتفنن في السرقة والفساد تحت غطاء ما يزعمه من الاستنقاذ , إلا أن حقيقة الأمر هي إن هذا المسلم قد جنى على دينه وأساء له , وكشف مدى جهله بحقيقة لا اله إلا الله , ولو ترك الأمر للشرع لكان هذا المسلم مدانا لا ينجو من جريرته.

التحايل على القانون

يعتبر النروج من أول البلدان المتقدمة اجتماعيا , فهي بلد يسوده الرقي , والتطور الحضاري كما هو شان الكثير من الدول الأوروبية , ويتميز النروج بخصائص قانونية غير متوفرة في الدول الأوروبية الأخرى من أهمها:

1- احترام الحياة الاسرية: وحيث ينبغي للزوجين العمل لتوفير المال اقتصرت الكثير من العوائل النرويجية على الطفل الواحد أو الاثنين , بينما أعزب الكثير منهم عن التفكير بإنجاب الأطفال , مما دفع المحللين إلى التحذير من انقراض النسل النرويجي بعد أكثر من خمسين سنة و فسارعت الدولة إلى إصدار قانون بهذا الخصوص سنة 1999 , يقضي بموجبه صرف راتب شهري لكل طفل بلغ السنة الأولى ولم يتجاوز السنة الثالثة , مقداره 3000 كرون نرويجي , أي ما يقارب $350 دولارا , وهو مبلغ كبير ومغر, دفع العوائل النرويجية إلى التفكير بالأطفال.

2- ينص القانون النرويجي , إن في حالة طلاق الزوجين تكون الأم أولى بالأطفال , إن لم يكن هناك مانع معين يثبته الزوج , كتعاطيها للمخدرات , أو سوء حالتها النفسية , ووتتكلف الدولة بصرف راتب مضاعف لها لرعايتها الأطفال , وكذلك تعتبر متقاعدة حتى بلوغ الأطفال سنا معينا.