نام کتاب : التسميات بين التسامح العلويّ والتوظيف الأمويّ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 46
ومن تأمّل علم أ نّه ليس من أسماء الناس اسم يجمع من معاني صفات الحمد ما يجمعه هذان الاسمان ( أحمد ومحمّد ) :
فأحمد اسم منقول من صفة لـ (أَفْعَل) ، وتلك الصفة ـ أفعل ـ التي يراد بها التفضيل ، فمعنى أحمد ، أي أحمد الحامدين لربّه ، والأنبياءُ (عليهم السلام) كلّهم حامدون لله ، إلاّ أنّ نبيّنا(صلى الله عليه وآله) أكثرهم حمداً ، فيكون هو الأحقّ بالحمد ، ومحمّد هو البليغ في الحمد ، فمن سمّي بهذين الاسمين فقد سُمِّي بأجمع الأسماء لمعاني الفضل ; يقال : رجل محمّد ومحمود ، إذا كثرت خصاله المحمود فيها ، وقد جاء في صحيح البخاري قوله(صلى الله عليه وآله) : ألا تعجبون كيف يصرف الله عنّي شتم قريش ولعنهم ؟ يشتمون مُذَمَّماً ، ويلعنون مُذَمَّماً ، وأنا مُحَمَّدٌ[1] .
ومثله اسم أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام) ، فربُّ العالمين حينما أمر أبا طالب عن طريق الالهام أو المنام أن يُسَمِّي ابنه علياً عنى بكلامه العلوّ والرفعة ، وأ نّه مشتقٌّ من اسمه ( العلي ) ، لا كما كان يأخذه العرب من الصلابة والشدة[2] .
وجاء عن الإمام الكاظم(عليه السلام) أ نّه قال : بينا أنا نائم إذ أتاني جدّي وأبي ومعهما شقة حرير ، فنشراها فإذا قميص فيه صورة هذه الجارية [يعني أمّ الإمام الرّضا(عليه السلام)] فقالا : يا موسى ، ليكوننّ لك من هذه الجارية خير أهل الأرض ، ثمّ أمرني إذا وَلَدَتْهُ أن أُسمّيه عليّاً ، وقالا : إنّ الله عزّ وجلّ سيظهر به العدل والرأفة والرحمة[3] .
ومن هذا الباب جاء قول الصادق(عليه السلام) في تفسير قوله تعالى ( وَلِلّهِ الأَسْماءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا )[4] ، قال : نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من
[1] صحيح البخاري 3 : 1299 ح 3340 ، امتاع الاسماع 2 : 139 ـ 141 .