responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسميات بين التسامح العلويّ والتوظيف الأمويّ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 442

و إليك الآن بعض النصوص الدالّة على تكنيته بأبي فصيل قبل إطلاق كنية أبي بكر ‌عليه :‌

منها : ما جاء في كتب التفسير والتاريخ أنّ المشركين في مكّة فرحوا وشمتوا ‌بالمسلمين لمّا غلبت فارسُ الرومَ ، لأنّ أهل الروم كانوا نصارى ومن أهل الكتاب ، أما ‌فارس فكانت مجوسيّة وليس لها كتاب ، فنزلت الآية : (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الاَْرْضِ ‌وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينِ لِلَّهِ الاَْمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذ يَفْرَحُ ‌الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)[1] ، لتسكين قلوب المؤمنين .‌

وجاء عن أبي بكر أ نّه قال للمشركين : لا يقرَّنَّ الله أعينكم ، فوالله لتظهرنَّ الرومُ على ‌فارسَ بعد بضع سنين .‌

فقال له أبي بن خلف ‌[‌من المشركين‌]‌ : كذبتَ يا أبا فصيل ، اجعل بيننا أجلاً أُناحِبُكَ ‌عليه ، والمُناحَبَةُ المُراهنة[2] .‌

وهذا النص ليشير إلى أنّ ابن أبي قحافة كان يكنّى في الجاهلية بـ ‌(‌أبي الفصيل‌)‌ ، وقد ‌يكون قالها له استنقاصاً وتحقيراً .‌

وقريب من الخبر الآنف ما جاء في المحرّر الوجيز : أنّ أبا بكر خرج إلى المسجد ‌فقال لهم : أَسَرَّكُم أن غُلِبَتِ الروم ، فإنّ نبيّنا أخبرنا عن الله تعالى أ نّهم سَيَغْلِبُونَ في بعض ‌سنين .‌

فقال له أبيُّ بن خلف ، وأمية أَخوه ، وقيل : أبو سفيان بن حرب : تعال يا أَبا فصيل ـ ‌يعرِّضون بكنيته بالبكر ـ فلنتناحب ، أي نتراهن في ذلك ، فراهنهم أبو بكر ...[3]

ومن المعلوم أنّ الكنية لا تظهر فجأة بين عشيّة وضحاها للأشخاص ، بل هي ‌


[1] سورة الروم 1 ـ 4 .‌

[2] تفسير مقاتل 3 : 3 ، الكشاف 3 : 472 ، تاريخ الطبري 1 : 468 .‌

[3] المحرر الوجيز 4 : 328 .‌

نام کتاب : التسميات بين التسامح العلويّ والتوظيف الأمويّ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 442
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست