نام کتاب : التسميات بين التسامح العلويّ والتوظيف الأمويّ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 43
ومن ذلك تكون تسمية الأئمّة أولادهم غير المعصومين بأسماء حسنة لُغَو يّاً ، أ مّا أسماء المعصومين فهي مشتقة من اسم ربِّ العالمين ; لأ نّه جلّ وعلا اتّخذ الأسماء الحسنة المشتقة من اسمه أسماءً لرسله وأنبيائه وأوليائه ، فقد جاء في الحديث : أنا المحمود وهذا محمّد ، وأنا العليّ وهذا عليّ ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا المحسن وهذا الحسن ، وأنا الإحسان وهذا الحسين[1] .
وعنه(صلى الله عليه وآله) : سمّاني الله عزّ وجلّ من فوق عرشه وشقّ لي اسماً من أسمائه فسمّاني محمّد اً وهو المحمود[2] .
وفي الاحتجاج : قالوا : ولِم سُمِّيتَ محمّداً ؟ قال : سمّاني الله محمّداً واشتق اسمي من اسمه ، وهو المحمود وأنا محمّد ، وأمّتي الحامدون على كلّ حال[3][4] .
[1] شرح الأخبار 3 : 6 ، وانظر شرح الأخبار 2 : 500 ، دلائل الإمامة : 448 .
[2] انظر الخصال ، للصدوق : 425 ، وعنه في بحار الانوار 16 : 92 .
[4] وفي مسند أحمد وأبي يعلى قال : لما ولد الحسن سمّاه حمزة ، فلما ولد الحسين سماه بعمه جعفر ، قال علي : فدعاني رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال : إني أُمِرْتُ أن اغيّر اسم هذين فقلت : الله ورسوله أعلم ، فسمّاهما حسناً وحسيناً . (مسند أحمد 1 : 159 ح 159 ، مسند أبي يعلى 1 : 384 / ح 498)
وعن محمّد بن علي ، عن أبيه(عليه السلام) : قال رسول الله : أمرت أن أسمّي ابنَيَّ هذين حسناً وحسينا . (مناقب بن شهرآشوب 3 : 166 ، ورواه الديلمي في الفردوس 1 : 397 ح1602 ، كشف الغمة 2 : 148) .
وعن شرح الأخبار : قال الصادق(عليه السلام) : لما ولد الحسن بن علي أهدى جبرئيل إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله)اسمه في شقة من حرير من ثياب الجنة فيها حسن ، واشتق منه اسم الحسين(عليه السلام) ، فلما ولدت فاطمة(عليها السلام) الحسن(عليه السلام) : أَتت به رسول الله فسماه حسناً ، فلما ولدت الحسين(عليه السلام) أتته به فقال(صلى الله عليه وآله) : هذا أحسن من ذلك فسماه الحسين . (شرح الأخبار 3 : 110 ، مناقب آل أبي طالب 3 : 166) .
وفي رواية اخرى : إنّ جبرئيل هبط على رسول الله وطلب من الرسول تسميته بـ (شبر) ، فقال(صلى الله عليه وآله) : لساني عربي ، فقال جبرائيل : سمّه الحسن . (علل الشرائع 1 : 37 ح 5 ، أمالي الصدوق : 198 المجلس 28 ، روضة الواعظين : 154 ، اعلام الورى 1 : 411 ، مستدرك الوسائل 15 : 144 ح7) .
وقال النبي(صلى الله عليه وآله) : (سمّي الحسن حسناً لأنّ بإحسان الله قامت السماوات والأرضون ، واشتقّ الحسين من الحسن ، وعلي والحسن اسمان من أسماء الله ، والحسين تصغير الحسن) . (مناقب ابن شهرآشوب 3 : 166) .
بلى قد تاب الله على آدم ببركة أصحاب هذه الأسماء ، ولو تأملت في التفسير الأثري لقوله تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْماءَ كُلَّهَا) لرأيت سبحانه قد علّم آدم أسماء ذريته المعصومين بجنب ما علمه من جميع الأسماء .
قال الصدوق : إذا علّم [الله] آدم الأسماء كلها على ما قاله المخالفون ، فلا محالة أنّ أسماء الأئمة (عليهم السلام) داخلة في تلك الجملة ، فصار ما قلناه في ذلك بإجماع الأمة . (كمال الدين وتمام النعمة : 14) .
وعن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : سألت رسول الله عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ؟ قال : سأله بحق محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلاّ ما تبت عليّ ، فتاب عليه . (امالي الصدوق : 135 ، الطرائف : 112 ، عن مناقب ابن المغازلي) .
وفي الكافي : عن علي بن إبراهيم في قوله تعالى (فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَات) قال : سأله بحق محمّد وعلي والحسن والحسين وفاطمة صلى الله عليهم . (الكافي 8 : 305 ح472) .
قال السيوطي : وأخرج الطبراني في المعجم الصغير ، والحاكم ، وأبو نعيم ، والبيهقي في الدلائل ، وابن عساكر ، عن عمر بن الخطاب ، قال : قال رسول الله : لما أذنب آدم الذنب الذي أذنبه رفع رأسه إلى السماء فقال : أسالك بحق محمّد إلاّ غفرت لي ، فأوحى الله إليه : وما محمّد ومن محمّد ؟ فقال : تبارك اسمك لما خلقتني رفعتُ رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب : لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، فعلمت أنّه ليس أحد أعظم عندك قدراً ممن جعلت اسمه مع اسمك ، فأوحى الله إليه : يا آدم إنّه آخر النبيين من ذريتك ، وإن أمته آخر الأمم من ذريتك ، ولولاه يا آدم لما خلقتك . (الدر المنثور 1 : 142 ، المعجم الصغير 2 : 182 ح922 والمتن منه ، مجمع الزوائد 8 : 253) .
ومثل ذلك ما جاء في التفسير الأثري لقوله تعالى : (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيْمَ رَبُّهُ بِكَلَمَات فَأَتَمَّهُنَّ) ، فعن المفضل بن عمر ، عن الصادق(عليه السلام) ، قال : سألته عن قول الله عزّوجلّ : (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيْمَ رَبُّهُ بِكَلَمَات فَأَتَمَّهُنَّ) : ما هذه الكلمات ؟ قال : هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ، وهو أنّه قال : يا رب أسالك بحق محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلاّ تبت عليّ ، فتاب الله عليه إنّه هو التواب الر حيم ، فقلت له : يا ابن رسول الله فما يعني عزّوجل بقوله : (فَأَتَمَّهُنَّ) ؟ قال : فاتمهن إلى القائم(عليه السلام) اثني عشر اماماً تسعة من ولد الحسين . (الخصال ، للصدوق : 304 ـ 305 ، كمال الدين : 358 ـ 359 ح57 ، معاني الاخبار : 125 ح1 ، مناقب ابن شهرآشوب 1 : 243) .
وفي تفسير العيّاشي : عن صفوان الجمّال ، قال : كنّا بمكّة فجرى الحديث في قول الله : (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيْمَ ...) قال : أتمهنّ بمحمّد وعليّ والأئمّة من ولد عليّ صلّى الله عليهم (تفسير العيّاشي : 57 ، وعنه في بحارالأنوار 25 : 201 ح14) .
نام کتاب : التسميات بين التسامح العلويّ والتوظيف الأمويّ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 43