المبحث الثاني

حق المساواة العادلة

شغلت فكرة المساواة والعدالة حيزاً مهماً من الجهد الفكري والعملي الذي قام به الانسان على امتداد مسيرته في هذه الحياة [1] ، ولم يكن الإمام علي (ع) بعيدا عن هذا المسعى الانساني في سبيل تحقيق وارساء حق المساواة العادلة . وقبل ان نتطرق إلى هذا الحق بالتفصيل لابد لنا من ان نعرج على تبيان معنى (المساواة ) و(العدالة) في اللغة العربية ، فالمساواة تعني :"التكافؤ في المقدار لا يزيد ولا ينقص "[2] . اما العدالة ،فان "فلان يعدل فلان يساويه ، .. وعادلت بين الشيئيين وعدلت فلان بفلان اذ سويت بينهما" [3]، و"ساواه مساواة مثله وعادله قيمة وقدرا "[4] ،و"سويت بينهما عدلت"[5]، والعدل " ما قام في النفوس انه مستقيم وهو ضد الجور والعدل اسم من اسماء الله الحسنى... والعدل هو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم ... والعدل الحكم بالحق "[6] . فعلى صعيد المعنى اللغوي ، يمكننا القول ان - المساواة ، ابتداءً - مرادفة للعدالة والثانية اشمل حيث تدل على الاستقامة وعدم الميل والجور في الحكم.

[1] حول هذه الفكرة عند بعض الفلاسفة ينظر : افلاطون ، الجمهورية ، ( طهران ، مكتبة الترجمة ونشر الكتب، (د. ت) ،ص236 وما يليها ؛ ارسطو ، السياسة ، (طهران ، دار الثورة الاسلامية ، د.ت) ، ص132 وما بعدها.

[2] ابن منظور ، مصدر سابق ، ج4 ، ص410 .

[3] المصدر السابق ، ج11 ، ص413 .

[4] الطريحي ، مصدر سابق ، ص462 .

[5] محب الدين ابن الفيض محمد مرتضى الحسيني الزبيدي ، تاج العروس من جواهر القاموس، ج8، (بيروت ، مكتبة الحياة ، د. ت) ، ص10.

[6] ابن منظور ، مصدر سابق ، ج11، ص430.