نام کتاب : حقوق الانسان عند الامام علي بن ابي طالب(عليه السلام) رؤية علمية نویسنده : غسان السعد جلد : 1 صفحه : 103
ثالثا : العلم
العلم عند الإمام هو حق من حقوق الانسان[1] فضلاً عن انه يعد معياراً للتفاضل ايضا[2] كونه اداة لتطور المجتمع وتحصيل سعادته في الدنيا قبل الاخرة ،وقد اعتاد المسلمون ،في عصور نهوضهم الحضاري ،"تقدير العلماء واتباع منهجهم وان كانوا منتمين الى عنصر او قومية معينة ، إذ ان المقياس هو العلم لا العنصر والقومية واللغة والطبقة والنسب وهذا التفاضل لايعني عدم المساواة ، فالعلماء متساوون في الحقوق الشخصية ومتساوون امام القضاء والقانون"[3]. ولكن هذا لا يمنع ان يقلدهم الإمام ارفع المناصب في الدولة والمجتمع ، كونهم الاكفأ مع توفر الشروط والمميزات الأخرى ويزرع حبهم واحترامهم في نفوس الناس عامة وطلبة العلم والمعرفة خاصة[4].
رابعا : العمل الايجابي
ينظر الإمام علي الى كل من الانسان والاسلام كطاقات يجب ان تستغل في العمل الصالح[5] من اجل بناء المجتمع والانسان ، فضلاً عن احترامه العمل واعتباره حقا للانسان [6] ،فان الإمام جعل طبيعة العمل الصالح تأكيدا لمعيار الفضيلة ،فهو يقول : " فخر المرء بفضله لا باصله"[7] " وقدر الرجل على قدر همته"[8] بل " ان قيمة كل امرئ ما يحسنه " [9] وان "الشرف
[1] سنتطرق لهذا الحق لاحقا ، في الفصل الرابع ، المبحث الثالث .
[2] وقد ورد ذلك في القرآن الكريم سورة الزمر/ الاية 9 ، سورة المجادلة / الاية 11 .
[3] سبحاني ، خصائص الاسلام العامة ، مصدر سابق ، ص477 .
[4] سنتطرق لموضوع حقوق العلماء لاحقا ، في الفصل الرابع ، المبحث الثالث .
[5] يقول تعالى : " وضرب الله مثلاً رجلين احدهما ابكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه اينما يوجهه لايأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم " ، سورة النحل / الاية 76، وقال تعالى " السابقون السابقون اولئك المقربون " سورة الواقعة / الآية 10-11 ، وقال تعالى : " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين على القاعدين درجة وكلاً وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً " سورة النساء / الآية 95 .
[6] سنتطرق لموضوع حق العمل في الفصل الرابع ، المبحث الرابع .