وقالت السُـنّة كافّـة : إنّه مات بغير وصيّـة ، ولم يسـتخلف أحداً ، وإنّ إمامة أبي بكر لم تثبت بالنصّ إجماعاً ، بل ببيعة عمر بن الخطّاب ، ورضـا أربعـة لا غيـر[2] .
وقال عمر : " إنْ لم أسـتخلف ، فإنّ رسول الله لم يسـتخلف ، وإنْ أسـتخلف ، فإنّ أبا بكر اسـتخلف "[3] .
وهذا تصريح منه بعدم اسـتخلاف النبيّ أحداً ، وقد كان الأَوْلى أن يقال : إنّـه خليفة عمر ; لأنّه هو الذي اسـتخلفه !
[1] وهذا ثابت عندهم بالضرورة ، وهو أساس مذهبهم ، ولا حاجة إلى إيراد أدلّتهم عليه ، وإنّما نذكر بعض مصادره جرياً على عادة المناظرات والمحاورات ; فانظر :
أوائل المقالات : 39 ـ 40 ، الشافي في الإمامة 2 / 65 ، رسائل الشريف المرتضى 1 / 339 و 340 ، تقريب المعارف : 192 وما بعـدها ، الاقتصاد في ما يتعلّق بالاعتقاد : 316 وما بعدهـا ، نهج الإيمان : 67 و 68 و 462 ، المنقذ من التقليد 2 / 310 وما بعـدها ، تجريد الاعتـقاد : 221 ـ 223 ، قواعد المرام : 182 وما بعـدها .
[2] تمهيد الأوائل ـ للباقلاّني ـ : 480 ـ 481 ، الأحكام السلطانية ـ للماوردي ـ : 7 ، شرح نهج البلاغة 6 / 18 ، المواقف : 400 .
[3] صحيح البخاري 9 / 145 ح 75 ، صحيح مسلم 6 / 5 ، سنن أبي داود 3 / 133 ح 2939 ، سنن الترمذي 4 / 435 ح 2225 ، مسند أحمد 1 / 47 ، مسند البزّار 1 / 357 ح 153 ، مسند عمر بن الخطّاب ـ لأبي بكر النجّاد ـ : 73 ح 42 .