responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منظومة حقوق العترة النبوية بين التطبيق والنظرية نویسنده : المدني، محمد هاشم    جلد : 1  صفحه : 74

كلّ ما ينفّر النفوس منهم قلّ أو كثرَ عمداً أو سهواً، حتى لا يوقع الناس في حرج المخالفة، فإنّ من يصدر منه ذلك ينفر منه الإنسان بطبيعته، فلا يصحّ الأمر بمودته، لأنّه تكليف بما لا يطاق، ومنه نقول: إنّ من البعيد أن يأمرنا الباري عزّ وجلّ بمودّة من ليسوا كذلك للطفه وحكمته.ومنه يتّضح أن هؤلاء المشار إليهم يمتلكون درجة عالية من العدالة والتقوى، يصعب تشخيصها من خلال الظاهر، لذا نحتاج إلى نصّ في تشخيصهم والإشارة إليهم.

وإنك إذا رجعت إلى السنّة المطهرة لا تجد ممن تتوفر فيهم المواصفات والخصال المتقدّمة غير العترة الطاهرة عليهم السلام، لتواتر ما قيل في فضائلهم ومناقبهم التي لم يدركهم فيها أحد، وفي محبتهم واتّباعهم والردّ إليهم واتخاذهم قدوة وأُسوة، وكذلك واقعهم الذي عاشوه كان كاشفاً بالمطابقة عن أهليتهم لهذا المقام السامي.فتحصّل من خلال معطيات الآية ودلالاتها أمران:

الأول: إنّ الذين أُمرنا بمودتهم يلزم عدم صدور القبيح منهم صغيراً كان أو كبيراً عمداً أو سهواً، لامتناع التكليف بمودتهم خلال صدور القبيح منهم.

الثاني: إنّ المودة التي أُمرنا بها، والتي جعلها المولى عدلاً للرسالة ليست هي العاطفة المجردة الناشئة من الرقة والشفقة، أو العشرة، وإنّما هي المودة التي تمثل علاقة روحية وعقائدية، فينبعث من خلالها إلى تجسيد سلوك من أحبّ، والتقيّد بنهجه، ليرتفع بهذا الحبّ من بُعده العاطفي إلى بُعده العملي، ويشهد له أن بيانات النبي (صلى الله عليه وآله) الآمرة بحبّ أهل البيت(عليهم السلام) وعميدهم علي بن أبي طالب(عليه السلام) صريحة في مرادها للبُعد العملي من هذه المودة، فإطلاق صفة الإيمان على حبّهم والنفاق على بغضهم كما تبيّن من الأحاديث المتقدّمة صريح في أنّها جعلت من حبّهم ميزاناً للإيمان والكفر، وهذا هو البُعد العملي في العقيدة.

نام کتاب : منظومة حقوق العترة النبوية بين التطبيق والنظرية نویسنده : المدني، محمد هاشم    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست