responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منظومة حقوق العترة النبوية بين التطبيق والنظرية نویسنده : المدني، محمد هاشم    جلد : 1  صفحه : 267

لثقله ونفاسته يتحقق به الاستقرار والأمان والهداية وصلاح الدين، فكذلك العترة، وفي ذلك يقول الزمخشري: (الثقل: المتاع المحمول على الدابة، وإنّما قيل: للجن والأنس الثقلان لأنّهما قطّان الأرض، فكأنّهما أثقلاها، وقد شبّه بهما الكتاب والعترة في أنّ الدين يستصلح بهما، ويعمر كما عمرت الدنيا في الثقلين)[1].

وهذا المعنى أكّد عليه المناوي في شرحه لدلالات الحديث في "فيض القدير" قال: ( وفي رواية أنّ اللطيف أخبرني أنّهما (لن يفترقا) أي الكتاب والعترة، أي يستمرا متلازمين(حتى يردا عليَّ الحوض) أي الكوثر يوم القيامة، زاد في رواية: كهاتين، وأشار بأصبعيه، وفي هذا مع قوله أولاً: إنّي تارك فيكم تلويح، بل تصريح بأنّهما كتوأمين خلّفهما ووصّى أمته بحسن معاملتهما وإيثار حقهما على أنفسهما والاستمساك بهما في الدين...) [2].

ونفس الكلام أكّده عبد العزيز الدهلوي، حيث قال: (إنّ الكتاب معدن العلوم الدينية، والأسرار اللدنية، والأحكام الشرعية، وكنوز الحقائق، وخفايا الدقائق، فالتمسك به إنما يكون بالعمل بما فيه، وهو الائتمار بأوامره والانتهاء عن نواهيه، ولأنّ العترة معدن النزاهة والطهارة وحسن الأخلاق؛ لطيب عنصرهم، فالتمسك بهم إنما يكون بمحبتهم والاهتداء بهديهم، والاتصاف بسيرهم، وفي قوله (صلى الله عليه وآله): (إني تارك فيكم... إلى آخره ) إشارة إلى أنهما بمنزلة التوأمين الخليفتين عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنه يوصي الأُمة بحسن السيرة معهما وإيثار حقهما على أنفسهم... إلى أن قال: ( فانظروا كيف تخلفوني فيهما) أي تأمّلوا في


[1] الفايق في غريب الحديث: ج1 ص150.

[2] فيض القدير شرح الجامع الصغير، المناوي، ج3 ص14، ح2631.

نام کتاب : منظومة حقوق العترة النبوية بين التطبيق والنظرية نویسنده : المدني، محمد هاشم    جلد : 1  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست