responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس نویسنده : الخرسان، السيد محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 57

كناقة صالح، وطوفان نوح، ونار إبراهيم، وعصا موسى(عليهم السلام)، والعقلي ما يدرك بالبصيرة كالإخبار عن الغيب تعريضاً وتصريحاً والإتيان بحقائق العلوم التي حصلت عن غير تعلّم .

فأما الحسيّ فيشترك في إدراكه العامّة والخاصّة، وهو أوقع عند طبقات العامة، وآخذ بمجامع قلوبهم وأسرع لإدراكهم، إلّا أنّه لا يكاد يفرّق بين ما يكون معجزة في الحقيقة وبين ما يكون كهانة أو شعبذة أو سحراً أو سبباً اتفاقياً، أو مواطاة أو احتيالاً هندسياً أو تمويهاً وافتعالاً، إلا ذو سعة في العلوم التي يعرف بها هذه الأشياء .

وأما العقلي فيختصّ بإدراكه كله الخواص من ذوي العقول الراجحة، والأفهام الثاقبة، والرؤية المتناهية، الذين يغنيهم إدراك الحق، وجعل تعالى أكثر معجزات بني إسرائيل حسياً لبلادتهم وقلة بصيرتهم، وأكثر معجزات هذه الأمة عقلياً لذكائهم وكمال أفهامهم التي صاروا بها كالأنبياء، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: "كادت أُمتي أن تكون أنبياء"[1] ولأنّ هذه الشريعة لما كانت باقية على وجه الدهر غير معرضة للنسخ، وكانت العقليات باقية غير مبتذلة جعل أكثر معجزاتها مثلها باقية.

وما أتى به النبي(صلى الله عليه وآله) من معجزاته الحسيّة كتسبيح الحصا في يده، ومكالمة الذئب له، ومجيء الشجرة إليه، فقد حواها وأحصاها أصحابه .

وأما العقليات فمن تفكّر بما أورده عليه الصلاة والسلام من الحكم التي قصرت عن بعضها أفهام حكماء الأمم بأوجز عبارة، اطلع على أشياء عجيبة، وممّا خصّه الله به من المعجزات القرآن، وهو آية حسيّة عقلية، صامتة ناطقة، باقية على الدهر، مبثوثة في الأرض، ولذلك قال تعالى: (وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ


[1] لم أقف عليه ولا على مثله لفظاً، وإنّما ورد بلفظ "علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل" وهو من الأحاديث الضعيفة راجع موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف 5: 454 .

نام کتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس نویسنده : الخرسان، السيد محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست