ولم يبعد هذا أيضاً عمّا ذكره القرطبي في مقدمة تفسيره حيث ذكر أيضاً خمسة شروط، إن اختلّ أحدها فلا تكون معجزة، وهي باقتضاب:
1- أن تكون ممّا لا يقدر عليه إلّا الله سبحانه كفلق البحر وانشقاق القمر ممّا لا يقدر عليه البشر .
2- أن تكون خارقة للعادة، ولو لم تكن كذلك لم تكن معجزة، كجعل العصا ثعبانا، وخروج الناقة من شق الحجر، ونبع الماء من بين الأصابع، ونحو ذلك من الآيات الخارقة للعادة .
3- أن يدّعيها مدعي الرسالة على الله سبحانه فيقول: آيتي هذه .
4- أن تقع على وفق دعوى المتحدّي بها المستشهد بكونها معجزة له .
5- عَجْزُ الآخرين عن الإتيان بمثلها على وجه المعارضة (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ)[2] .
هذه خلاصة ما قاله القرطبي، وقد زاد الشيخ المجلسي(رحمه الله) على تلك الشروط فجعلها سبعة حتى يتحقّق الإعجاز بها، فقال في حقيقة المعجزة: وهي أمر يظهر بخلاف العادة من المدّعي للنبوة أو الإمامة عند تحدّي المنكرين على وجه يدلّ على صدقه، ولا يمكنهم معارضته، ولها سبعة شروط:
الأول أن يكون فعل الله أو ما يقوم مقامه من التروك، كما إذا قال معجزتي أن أضع يدي على رأسي وأنتم لا تقدرون .
[1] كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد: 218 مطبعة الحكمة بقم .