responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 91

السجاد(عليه السلام) في تلك الواقعة وتنجيه من القتل لينهض بأعباء الإمامة بعد أبيه الحسين(عليه السلام)، وفي هذا حكمة بالغة..

فقد انبرى الإمام(عليه السلام) للتصدّي لبني أمية بوسيلتين مبتكرتين لا تقوى السلطات الحاكمة على منعهما أو الحد من انتشارهما، واستطاع الإمام السجاد(عليه السلام) بهاتين الوسيلتين أن يقف سدّاً منيعاً بوجه التيار الأموي الّذي لم يألوا جهداً في نقض عرى الإسلام عروة عروة, فبنو أمية - بنصّ القرآن الكريم - هم الشجرة الملعونة[1]، وهم أيضاً - كما جاء على لسان النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله) - قادة الفئة الباغية والدعاة إلى النار[2].. والوسيلتان المشار إليهما هما:

الوسيلة الاُولى: الدعاء، حيث استطاع الإمام(عليه السلام) من خلاله - وفي ذلك الزمن الظلامي - من نشر علوم الإسلام في التوحيد والنبوّة وأصول الدين وحقائق الإيمان ومكارم الاخلاق وغيرها من المباحث، وفق صياغة بيانية ساحرة، أحيت القلوب وأثرت العقول بما حوت من علم جم وتألق روحي قل نظيره، وقد جُمع هذا التراث العظيم في صحائف مباركة أطلق عليها (الصحيفة السجّادية)، وهذه الأدعية المباركة وصفت فيما بعد بـ (زبور آل محمّد)... ولم تقدر السلطة الحاكمة آنذاك عن منع الإمام(عليه السلام)، من القيام بهذا الدور التربوي والتعبوي الكبير للأمّة.

الوسيلة الثانية: شراؤه(عليه السلام) للعبيد ومن ثمّ عتقهم بعد إبقائهم عنده فترة من الزمن يشرف فيها على تعليمهم وتهذيبهم وفق أحكام الإسلام، وتزويدهم بالثقافة الروحية اللازمة، حيث كان(عليه السلام) يغرز في نفوسهم الأخلاق الكريمة والقيم العالية


[1] اُنظر: شواهد التنزيل 2: 457، تفسير القرطبي 10: 282، 286، تفسير ابن كثير 3: 52، الدر المنثور 4: 191، تاريخ الطبري 8: 185 قال الطبري: (ولا اختلاف بين أحد أنّه أراد بها بني أمية) (وهي الآية 60 من سورة الإسراء).

[2] اُنظر: صحيح البخاري 1: 115 كتاب الصلاة، باب التعاون في بناء المسجد، 3: 207 كتاب الجهاد والسير، باب مسح الغبار عن الناس في السبيل.

نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست