responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 184

روحه(عليه السلام) أشعة نور وحنان ورحمة تسع كلّ من دخل تلك المدينة وتتخلل كلّ من زاره واستنار به، فيا له من إمام عظيم نافع في حياته وبعد وفاته.

وبدخولنا لزيارته(عليه السلام) أخذتني رعدة وهيبة وبهاء وعز وحضور! وكأنّي أطرق باب داره في الكوفة التي تبعد بضعة كيلومترات والذي نمر عليه حينما نقدم من بغداد، فتفتح لنا الملائكة باب داره هنا فتحسّ وكأنّها ترفرف بأجنحتها وتزاحمك كلّما اقتربت منه أكثر، وحينما لمست ضريحه الطاهر واعتنقته كأنّي عانقت عليّاً(عليه السلام) نفسه وشممت ريحه الطاهر وارتميت بأحضان الأب العالم الحنون، فأخذتني رعدة وداخلني خجل وضآلة لم أحسّ بها في حياتي كلّها، واستغفرت ربّي على ما قصّرت في جنبه وفي حقّ وليّه وأخي نبيّه(صلى الله عليه وآله)، الذي ربّاه في حجر حنانه وأحضان علمه وناجاه بحكمته وزوّجه ثمرة فؤاده، وهو رافع رايته، ووصيه ووزيره وخليفته، وموضع سرّه وحبيبه، والذي هو منه أو كنفسه، فاستشفعت به وتقرّبت بوسيلته ومنزلته إلى ربّي وربّه كي يغفر لي تقصيري معه وغمطي حقه، وتفضيلي عليه غيره، وقرنه بمن هم دونه، فكيف سوّلت لي نفسي ذلك؟! وكيف رضيت بمن سواه بدلاً؟! وكيف كنت أفتخر بغيره عليه؟! وكيف اقتنعت وسوّل لي الشيطان بأن أعدله بمن لا يرقى ولا يستحق حتّى لخدمته؟! وتقبّلي تفضيل من كان يعترف بأفضلية عليّ عليه وعلى غيره وعدم قياس نفسه به؟! فكلنا نعلم ونقرأ ونسمع ونحكي للناس تلك القصّة التي اعترض فيها ابن عمر على تفضيل عمر للحسن والحسين(عليهما السلام) في العطاء على سائر الناس فأجابه عمر: "ائتني بأب كأبيهما وأم كأمهما وجدّ كجدّهما... فأعطيك مثل عطائهما"[1].


[1] فتوح الشام للواقدي (2/208) والذهبي في سير أعلام النبلاء (3/259و285) وغيرهم.

نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست