responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 147

من أبناء المسجد الواحد فإنّهم كانوا يختلفون أشدّ الاختلاف في بعض الأحكام وبعض القضايا وبعض الأفهام للحديث أو الآية أو كلام ابن تيمية أو غيره.

فقلت له: ألا ترى بأنّه ينطبق علينا معاشر السلفيين قول الله تعالى: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى}[1]؟

فوافقني (حارث) بذلك الشعور ظاهراً! وعرفت بعد ذلك بأنّه ذهب إلى أصدقائي من السلفيين في جامع آخر وهو (جامع الفردوس)[2] وأخبرهم بأنّي قد أكون تأثّرتُ بالإخوان فيجب أن يدركوني من الضياع والضلال والردّة عن الحقّ، فقاموا بالتردد عليَّ حينها كثيراً حتّى أنّ زياراتهم لي كانت يومية تقريباً، فاستغربت حينها لذلك وارتبت كثيراً من تصرّفهم وتقرّبهم وتوددهم هذا.

فقلت في نفسي: لمَ يفعلون ذلك وفي هذا الوقت بالذات؟ ماذا فعلت وماذا تكلّمت بعدُ حتّى يفعلوا مثل هذا الفعل! ويواسوني ويُسمِعوني بعض الكلمات مزاحاً ويومئون إلى تأثّري بالإخوان المسلمين وانحرافي عن السلفية نوعاً ما بزعمهم؟! بعد أن كنت متشدداً بعض الشيء، ففعلت وتركت بعض ما لا ينبغي لمثلي فعله أو تركه، من ارتدائي حينها البنطال (الكابوي)، وتخفيف لحيتي وتساهلي في بعض الأمور كعدم لبس القصير، أو تحريك الإصبع في التشهّد، أو رفع اليدين على الصدر في التكتف، وما إلى ذلك بالإضافة إلى انتقادي للمدرسة السلفية عند (حارث) ــ الذي أخبرهم بذلك النقد اللاذع ــ وبذلك حاولوا أن يُحسِّنوا صورتهم وصورة المدرسة السلفية بإظهار بعض المحاسن، كالزيارة والتواصل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأسلوب جديد وتفاهم وتفهّمٍ للآخرين، دون تفسيق مباشر، وهجر للمخالف لهم، كما كان ديدنهم!!


[1] الحشر: 14.

[2] في منطقة حي أور في بغداد الرصافة.

نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست