responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 120

ولكنني ــ في نفس الوقت ــ خيرت نفسي بين الدنيا والآخرة، وبين الجنّة والنار، وبين الفوز والخسران؛ فحينئذ هانت الصعاب في نظري، وتضاءلت الخطوب في خاطري، وكان أسوتي وقدوتي في ذلك سلمان الفارسي (المحمّدي)، الذي شرّفه النبيّ(صلى الله عليه وآله) واعتبره من أهل البيت(عليهم السلام) بسبب بحثه عن الحق، واتّباعه وانقياده وتسليمه له أينما وكيفما ومع من كان، مع ما لاقاه من بيع واستعباد ومشاق، وترك للجاه والسمعة والقصور والمعابد ووراثة لآبائه السدان، فجازاه الله بالإكرام والإحسان، ورفعه وعوّضه أعلى المراتب والمنازل، فصار يشار إليه بالبنان، فكان حقّاً محمّدياً سلمان، فصار لكلّ باحث عن الحقّ عزاء وسلوان.

فبدأتُ الرحلة متوكّلاً على الله تعالى، قاصداً للبحث عن الحق بكلّ تجرّد، وتذكّرت حينها شعاراً سلفياً شيعياً "أن لا نعمل إلاّ بدليل"، وبعبارة شيعية "نحن أتباع الدليل أينما مال نميل"، وتعاهدت مع نفسي أن أتّبع الحقّ ولو كان مع المجوس أو اليهود ناهيك عن الصوفية أو الإخوان أو الشيعة، إن ثبت لي ذلك الحقّ بالدليل وحصل عندي معه الاطمئنان والتصديق، وبهذه الروح المجردة والمتجردة بدأت الرحلة لأكون منصفاً في الحكم غير مائل لجهة دون جهة، بخلاف ما كنت عليه في السابق من بذل قصارى جهدي في إيجاد الأعذار والتأويلات المقبولة وغيرها كي أصحح مذهبي ورأيي كما تعلمت ذلك من أساتذتي، ولو كانت غير مقبولة أو بعيدة أو دون دليل أو بترجيح المرجوح أو البقاء بلا جواب، لإحسان الظن بالعلماء لاعتقادي بأنّ هذا الإشكال أو ذاك قد ورد عليهم قطعاً وأجابوه حتماً، وما إلى ذلك من تبريرات وأعذار ما أنزل الله بها من سلطان، وقد تصل النوبة فيها إلى التعصّب والتقليد دون قناعة أو اطمئنان!!

نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست