responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) نویسنده : العاملي، جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 21

بين الإفراط.. والتفريط:

وبعد.. فإننا نشعر: أن من الضروري الإشارة هنا إلى ذلك النهج من البحث، الذي يفرط في الاعتماد على الغيب في فهمه لمواقف الأئمة "صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين"، وتفسيرها. ويفصلهم عن واقع الحياة وحركتها، ويصورهم على أنهم يحركون الحياة، ويتعاملون معها بصورة خفية، ومن وراء الحجب، بل إنك تكاد تذكر له أمراً عن إمام حتى يصدمك بالقول بأن ذاك إمام معصوم، له حكمه الخاص به، حتى كأن الإمام عنده لا يجوز الائتمام به، وليس قوله وفعله وتقريره حجة علينا وعلى الناس جميعاً.

وذلك إن دل على شيء، فإنما يدل على أن صاحب هذا النهج يعاني من مشكلة في فهمه للأئمة "عليهم السلام"، ولدورهم، الذي رصدهم الله للقيام به، ألا وهو نفس دور الرسول الأكرم "صلى الله عليه وآله"، الذي أرسله الله سبحانه مبلغاً ومعلماً، ومربياً، وولياً، وحافظاً ومهيمناً على الواقع العملي، وقائداً، وقاضياً، وحاكماً بالإضافة إلى مهمات صرح بها القرآن الكريم، ولهج بها النبي العظيم "صلى الله عليه وآله".

كما أنه لم يأخذ بنظر الاعتبار تأكيدات القرآن والرسل على بشريتهم:

{قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاَ بَشَراً رَسُولاً، وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الهُدَى إِلاَ أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رَسُولاً}[1].


[1] الآيتان 93 و94 من سورة الإسراء.

نام کتاب : الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) نویسنده : العاملي، جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست