responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبيل المستبصرين إلى الصراط المستقيم نویسنده : الحسيني، صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 430

مسموماً.

الإمام الحادي عشر، جاء إلى مقام الإمامة بعد أبيه، بأمر من الله تعالى، وحسب ما أوصى به أجداده الكرام، وطوال مدّة خلافته التي لا تتجاوز السبع سنين، كان ملازماً التقيّة، وكان منعزلا عن الناس حتّى الشيعة، ولم يسمح إلا للخواص من أصحابه بالاتّصال به، مع كلّ هذا فقد قضى زمنا طويلاً في السجون.

والسبب في كلّ هذا الاضطهاد هو:

أولا: كان قد وصل عدد الشيعة إلى حدّ يلفت الأنظار، وإنّ الشيعة تعترف بالإمامة، وكان هذا الأمر واضحاً جليّاً للعيان، وإنّ أئمّة الشيعة كانوا معروفين، فعلى هذا كانت الحكومة آنذاك تتعرّض للائمّة أكثر من ذي قبل، وتراقبهم، وكانت تسعى للإطاحة بهم، وإبادتهم بكلّ الوسائل الخفيّة.

ثانياً: قد اطلعت الدولة العباسية على أنّ الخواص من الشيعة يعتقدون أنّ هناك ولداً للإمام الحادي عشر، وطبقا للروايات التي تنقل عن الإمام الهادي، وكذا من أجداده يعرفونه بـ( المهدي الموعود ) وقد أخبر عنه النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم)بموجب الروايات المتواترة عن الطريقين العامّة والخاصّة، ويعتبرونه الإمام الثاني عشر لهم.

ولهذا السبب كان الإمام الحادي عشر أكثر مراقبة من سائر الأئمّة، فصمّم خليفة الوقت أنْ يقضي على موضوع الإمامة عند الشيعة بكلّ وسيلة تقتضي الضرورة لذلك، وبهذا يغلق هذا البحث - الإمامة - الذي طالما كان مثاراً لإزعاجهم.

ولمّا سمع المعتمد الخليفة العباسي، بمرض الإمام الحادي عشر، أرسل إليه الأطباء مع عدد من القضاة، ومن يعتمد عليهم، كي يراقبوا الإمام عن كثب، وما يجري في داره، وبعد استشهاد الإمام ووفاته، فتّشوا البيت بدقّة، وفحصوا

نام کتاب : سبيل المستبصرين إلى الصراط المستقيم نویسنده : الحسيني، صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 430
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست