بعد أن ذكر ما ورد في حبان بن يسار من جرح فغدا يبحث له عن أصل يقوّيه فذكر حديث أبي هريرة المتقدم برقم [3] من أحاديث الكيفية وهو بلفظ (محمد وآل محمد).

فتحصل أن الحديث واهٍ سنداً وشاذٌ متناً وكذلك فهو ليس من أحاديث الكيفية التي يصح الاستدلال بها على كيفية الصلاة المأمور بها.

حديث الصحابي المجهول

حديث لم يروه إلاّ عبد الرزاق الصنعاني في" مصنفه" رواه عن معمر عن ابن طاووس، عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم عن رجل من أصحاب محمّد (صلّى الله عليه وسلم)، أنّ النبيّ كان يقول: "اللهم صلّ على محمّد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته، كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد، وبارك على محمّد وعلى أهل بيته وأزواجه وذريته، كما باركت على إبراهيم إنّك حميد مجيد"[1]، وعن عبد الرزاق أخرجه أحمد بن حنبل في "مسنده"[2]، والطحاوي في "مشكله"[3].

ولنا على متن هذا الحديث وسنده الملاحظات التالية:

فأما المتن فيرد عليه:

1 ـ أنّه ليس من أحاديث الكيفية التي أوضحنا خصوصياتها فيما سبق وهي أن تكون مسبوقة بسؤال من الصحابة عن كيفية أداء الأمر الوارد في الآية الشريفة فيأتي الجواب ليحدد الكيفية الواجب التقيد بها لأداء ذلك التكليف، وهذا الحديث كما رأيت خلا من هذا السؤال، وجاء بسياق لا يشعر أبداً بأنّ اللفظ الذي

[1] مصنف عبد الرزاق، 2: 211 / 3103، باب الصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وآله.

[2] المسند، 16: 545 / 23066.

[3] مشكل الآثار، 3: 73.